المعلم قبل الترف

أكتب عن التعليم كل بضعة أشهر؛ مع أني لست خبيرا ولا مختصا، ولا منسوبا للتعليم لكن طرف لي باق بالتعليم بوجود أولادي، وبناتي، وأحفادي؛ وكون التعليم هو همّ عام للناس، يدور النقاش حوله كل يوم لمساسه في حياتنا، والتعليم لو حلت كل مشاكله لبقيت مشكلة، لأنه من مجالات التطور، فالعملية التعليمية ديناميكية في وقت تريد فئات التعليم في قمة التطور قمة الأداء وقمة التفاعل الاجتماعي، لأن هذه هي أدوارها فالجمود والثبات لا يناسب عملية التعليم وفئات التعليم ومنسوبيه، وعلى منسوبي التعليم قبول هذه الديناميكية، والاهتمام بها حتى لا يقال إنه تعليم جامد.
معظم مناهجنا، وأخص العلمية منها، بدأت تطوّر، وتحدّث، والمدارس نسمع ونقرأ عن حرص، وتسريع بناء مدارس .. ومن هنا لا تكون المشكلة في قطاعين لكن المعلم وقطاع الإدارة التعليمة، وببساطة المعلم قتلته إدارته الدنيا وقضت على معنوياته حتى لم تعد لديه معنويات، ولولا قدرة بعضهم الخاصة لما استطاع الحديث لصفوف مراهقين شاركت في احتقار المعلم وتقليل شأنه، ولم يكن للمعلم من الصلاحيات أو القدرة الاقتصادية ما يعز بها نفسه.
المعلم بلا نقاش هو عمود المدرسة فهو من يملك سحر التغيير وحث الطلبة على السير باتجاه العلم، والمعلم ليست لديه عصا سحرية لكن على الجهات العليا في التعليم أن تحترمه، فالحل في وزارة التربية والتعليم إعادة صناعة المعلم وجعله شخصية علمية، ومعنوية تواجه الإدارة وتطاول الطلاب، فشخصية المعلم والمربي في المدرسة تستحق دور المعلم والمربي الأبوي المتسلط بحدود النظام، أما ما يجري الآن فهو أن المعلم خائف مطأطئ الرأس لأن إدارة المدرسة لا تسنده حتى في تلك الجنح الصغيرة، وتحيله للشرطة مع خصمه الطالب، وهذا منتهى السلب لشخصية المعلم، فيجب أن تكون له حصانة وحفظ معنويات، ويعامل بفارق اعتباري عن طلابه، وتفعل المدرسة كل ما يحفز معنوياته ويرفع مقامه عند طلابه.
وبقيت مسألة مهمة فالبعض يتحدث عن تطرف المعلم أو انحراف المعلم عن أداء واجبه، وكل هذا سيكون مفهوما منا للضغوط التي مورست على معلمين لعقود وهي ممارسات يعرفها الجميع وتدخل في خصوصية الفرد وكيانه.
ربما كل واحد منا تذكر معلما غيّر حياته، وما نحتاج إليه هو أكثر من معلم متميز ليغير حياة الأجيال.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي