الغرق في نقاط «الإسكان»

نقطة "الإسكان" زادت حساسية الناس من النقاط، خاصة أنها جاءت مع موسم الأمطار التي أدت قطراته ونقاطه إلى كشف العوار في بعض المخططات السكنية والطرقات.
كثيرون كانوا ينتظرون استراتيجية "الإسكان" على أحر من الجمر. لكن لنكن صرحاء ونقل إن وعود الإسكان بأرض لا يتجاوز سعرها 150 ألف ريال، تقف في طريقها مجموعة من النقاط التي عليك أن تجمعها نقطة نقطة، حتى لو أدى ذلك إلى أن تتزوج مثنى وثلاث ورباع. وهذا ما أكده خبر "الاقتصادية" المنشور أمس حول إعطاء أولوية للمعددين. ورغم أن الوزارة سارعت إلى نفي خبر إعطاء المعددين أفضلية بعد الضجة التي أثارها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الصحيفة أكدت أنها تمتلك إثباتات تؤكد الخبر المنشور نقلا عن مصدر في وزارة الإسكان.
قبل أسبوع، أتم صديق شراء أرض العمر في شمال الرياض بمليون و800 ألف ريال. هذا القرار جاء بعد انتظار طويل. كان عليه أن يعصر كل شيء ويفتش عن مصادر تمويل إضافية من هنا وهناك. وهو يتهيأ حاليا للبحث عن قرض جديد حتى يباشر البناء. كنت أقول له: انتظر "الإسكان"، فإذا لم تأخذ منهم شيئا فعلى الأقل ستشتري عقارا أرخص.
جاءت نقاط "الإسكان" لتخرج لسانها لكل من يطمح إلى التخلص من عبء الإيجار. مطلوب منك أن تكون من ذوي الرواتب المحدودة حتى تستحق الدخول في سباق المسافات الطويلة من أجل الحصول على سكن. ثم إن عليك أيضا أن تخوض سباقا من أجل الحصول على نقطة من هنا ونقطة من هناك.
يظهر لي أن وزارة الإسكان، أرادت أن تقدم لنا استراتيجيتها كنوع من كف الأذى. بمعنى أنها تقول لنا ولكل الواقفين على بوابة الانتظار للأرض والقرض إن "أبو نقطة ونقطتين وثلاث نقاط وأربع وحتى عشر سينتظرون من جديد"، مثلما انتظر سواهم 15 عاما وأكثر للحصول على القرض، ثم قرر البعض أن يزهد في هذا القرض، فهو لا يوفر له نصف أرض، ولا يبني له بيتا في حالة وجود الأرض. الرقم بالمناسبة ليس قليلا. لقد أحجم 100 ألف مواطن عن تسلم قروضهم السكنية ("الاقتصادية" 10/1/2014).
لقد مدد محتكرو العقار في السعودية أقدامهم واستراحوا بعد ظهور بشارات "الإسكان". كانت هذه البشارات للعقاريين وليست للمواطنين. لن ينخفض سعر العقار فلا تقلقوا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي