السعودية .. ومستقبل الطاقة الشمسية

تبدو رحلة المملكة إلى المستقبل مضاءة بالشمس على الرغم من التكلفة المتزايدة واستخدام الكهرباء. إن السعودية ـــ التي أصبحت بالفعل رائدة على مستوى العالم في مجال توفير الطاقة ـــ تحول تركيزها نحو تسخير الطاقة الشمسية. ويستمر التزام المملكة بريادة إنتاج الطاقة مع الشركات النفطية الرائدة مثل شركة أرامكو السعودية جنبا إلى جنب مع السعي لإيجاد حلول لطاقة أكثر نظافة. وتخطط شركة النفط العملاقة لعدد من مشاريع الطاقة الشمسية المثيرة بالتعاون مع شركة الكهرباء السعودية وشريكتهما في الأسهم شركة سولار فرونتير مع شركة شوا شل اليابانية. وتم أخيرا إنشاء مزرعة للطاقة الشمسية بقدرة 500 كيلوواط في جزيرة فرسان في البحر الأحمر. بينما أكملت "أرامكو" السعودية أخيرا إنشاء مجمع ميدرا في الظهران مستخدمة الألواح الشمسية التي تعمل أيضا كمظلات شمسية في مواقف السيارات البالغ عددها 4500 مكان، وتغطي مساحة قدرها نحو 198350 مترا مربعا باستخدام أكثر من 126 ألف لوح شمسي، حيث تعد أكبر مظلة موقف سيارات في العالم وتولد 10 ميجاواط من الطاقة لمجمع ميدرا.
كما شيدت "أرامكو" السعودية أيضا محطة جديدة للطاقة الشمسية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، من المتوقع أن تولد 2 ميجاواط من الطاقة. وعلاوة على ذلك تم إنشاء حديقة للتقنية الشمسية في الظهران تستضيف أكثر من 30 شركة مختلفة من شركات التقنية، وذلك بهدف رصد وتقييم تطور التقنيات الناشئة وتطبيقاتها في المملكة. ومع صعود أسعار النفط بمعدل ينذر بالخطر، أصبحت الطاقة الشمسية أكثر أهمية للمملكة. وفي نيسان (أبريل) 2010 تم إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة KACARE التي تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة، وذلك بموجب المرسوم الملكي من الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بهدف المساهمة في التنمية المستدامة في المملكة من خلال استخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة.
وتخطط السعودية لاستثمار 109 مليارات دولار في الطاقة الشمسية، سعيا لتطوير صناعة طاقة شمسية يمكن أن توفر ثلث احتياجاتها من الكهرباء بحلول عام 2032. وصرح الدكتور خالد السليمان، نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، بأنه من المتوقع بدء عمليات تشغيل أول مزرعة للطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية بحلول عام 2015. ومن المقرر تشييد هذا الصرح في مدينة مكة المكرمة ـــ أكثر مدن الإسلام قداسة ـــ التي تجذب الملايين من السياح ذوي الاهتمامات الدينية كل عام. بينما صرح أسامة البار رئيس البلدية، بأن مشروع الطاقة الشمسية في مكة المكرمة سيكون بقدرة 100 ميجافولت. وصرحت شركة بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة بأن الحكومة المركزية وضعت هدفا للحصول على 33 في المائة من الطاقة في المملكة من الشمس بحلول عام 2032.
وأعلنت شركة سن تيك باور القابضة الصينية الانتهاء من أعمال بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في السعودية. وتعود ملكية مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية الجديد ـــ القادر على توليد 3.5 ميجاواط ـــ لشركة أرامكو السعودية، ويقع في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية KAPSARC.
وتخطط شركة تحلية المياه المالحة SWCC لإنشاء ثلاث محطات لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية في حقل وضباء وفرسان. وهناك محطتان لتحلية المياه تعملان بالطاقة الشمسية حاليا في الخفجي والجبيل. ومن المتوقع أن تكون محطة تحلية المياه التي يجري بناؤها في رأس الخير على ساحل الخليج العربي جاهزة في غضون عامين، على أن يبدأ إنتاج الكهرباء في محطة رأس الخير في نيسان (أبريل) عام 2013، بينما يبدأ إنتاج المياه المحلاة في عام 2014. ويعود التقدم المحرز في تحلية المياه بالطاقة الشمسية إلى مشروع بحثي مشترك بين شركة آي بي إم للأبحاث ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية KACST في السعودية.
ومن الواضح ـــ في ضوء هذه المبادرات الطموحة ـــ أن السعودية تستعد لتصبح منتجا رئيسيا للطاقة الشمسية. كما أن توجه المملكة لتشجيع الاستثمار في مجال الكهرباء المتجددة من الممكن أن يساعدها على أن تصبح منتجا رئيسيا للطاقة الشمسية في المستقبل. ووفقا لمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة KACARE يدرس المسؤولون أيضا خيارات توليد الكهرباء من الطاقة النووية كجزء من مزيج الطاقة المنتجة في البلاد في المستقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي