الخليج اتحاد أم تنافس
ما الأفضل؟ دول خليجية متنافسة في التطور، والنمو؛ أم دول خليجية تتحد، وتنسق لتتبنى المشاريع نفسها بالتزامن حتى في تنميتها الصحية، والتعليمية والدفاعية، والبنيات الأساسية؟ .. الجواب البديهي أن هناك حاجات تدعو للتجمع، وأوقات يكون فيها التنافس، والعمل كل على حدة خير للجميع، والسؤال الذي تطرحه هذه السطور .. هل نحن في زمن التعاون، أم زمن التنافس خصوصاً لما نتحدث عن دول تربط بينها علاقات عميقة وتبادلات مثلنا مع دول الخليج، حقيقة أحسب أن التنافس يخلق التطور أكثر من فكرة أن ينتظر كل بلد التعاقدات والتعهدات بالتعاون، فالتنافس يأتي بالأفضل وقد يؤدي التلازم إلى بطء غير مرغوب في التنمية.
السؤال الممنوع أخلاقياً: هل عليك أن تنتظر أخاك المتردد، أم تذهب قبله وتصلح الحال لكليكما، حقيقة الواقع يقول إن على من يستطيع أن يتطور بنفسه أن يتحرك وسيلحق به غيره، السؤال المليء بالمجاملة: هل تستطيع دولة خليجية تنمية نفسها باستقلال تام عن غيرها، والجواب غير المرغوب فيه أن التنمية الاجتماعية لأي دولة عربية هي عمل داخلي ليس له شروط، أو معاهدات ويمكن تحقيقه بالموارد المتاحة أو توجيه تمويل وإدارة إضافية لبعض قطاعات التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية. بمعنى أن الموارد الذاتية والقدرات الإدارية هي فيصل العمل الذاتي، فإذا نمت كل دولة بقدراتها على حدة كان بإمكان الجميع الانضمام لاتحاد الأقوياء وليس اتحاداً بعض أطرافه متقدم وبعض أطرافه غارق في صعوبات التنمية.
هذا أولاً، أما ثانياً فالتنمية إرادة وإدارة، ومتابعة ولم تكن يوماً تجمعات وتحالفات كما هو الإجراء الأمني أو العسكري، فالتحالفات والتجمعات الإقليمية شيء جيد للاقتصاد والتجارة، وتبادل السلع لكن تنمية الصحة والتعليم والموارد البشرية والقوة الذاتية للدولة أمر خاص تعاون معها غيرها أو لم يتعاون، والمشكلة عندما يعرقل ذلك الشريك برامج التنمية والتطور بتباطئه في تمويل وتنفيذ ما يخصه مثل خطوط نقل وسكك حديدية بينية أو طرق مواصلات استراتيجية تعبر الدولتين.
أخيراً نحن في التنمية ليس أمام ألغاز كما يحاول البعض أن يوحي لنا، فأمامنا مهمة البنيات الأساسية ثم الصحة والتعليم والتعاون في بناء هذه القدرات أو العمل بشكل منفرد لن يخلق فارقاً حقيقياً في التنمية.
بعد كل هذا، فإن التنمية جهد فردي للدولة أكثر من أن يكون جهداً مشتركاً لاتحاد دول أو مجموعات، لكن ناتج التنمية الاقتصادية هو ما يحتاج إلى مجموعات مصالح أو اتحادات لتكون أسواقاً أو تكتلات قوة لحماية التنمية.