سر انجذاب البعوض إلينا
دفع كره الدكتور بارت نولز للبعوض وصوت أزيزه المزعج وما يسببه من موت طفل كل 30 ثانية بنوع واحد فقط من الأمراض التي تنقلها "الملاريا"، عدا باقي الأمراض مثل حمى الضنك، حمى الوادي المتصدع، وداء الفيل، والتهاب الدماغ وغيرها من الأمراض القاتلة ومقاومتها للمبيدات الحشرية، إلى استخدم غرائز البعوضة في القضاء عليها!
وأولى تجاربه قيامه بحبس أحد أعضاء فريقه في قفص وهو شبه عار وتعريضه للسعات عدة أنواع من البعوض لتحديد أماكن لسعاتها، فكل نوع يلسع مكانا محددا، وبالتجربة وجد أن البعوض الهولندي يلسع الوجه، أما البعوض الإفريقي فيلسع الأقدام، فما الذي يدفعها لمكان محدد في الجسم أو لشخص دون الآخر؟ وكيف تجدنا في الظلام؟
نقول بالعامية إن الشخص الذي يتجه له البعوض دون غيره "دمه حلو"، ولكن الواقع يقول إن رائحة جسده هي التي تجذبه إليه، فانجذاب البعوض الإفريقي للأقدام بسبب رائحتها، دفع الباحث للتفكير في عبارة قديمة تقول "رائحة الجبن تشبه رائحة الأقدام"، وبالفعل تم استخدام جبنة "ليمبورجر" التي تتميز برائحتها الكريهة لجذب البعوض، وكانت المفاجأة أن اتجه البعوض إليها وترك الإنسان!
لذا تم تصنيع مادة لها رائحة الجبن نفسه واستخدامها في تنزانيا وبالفعل وجدوا انجذاب البعوض لها ثلاثة أضعاف انجذابه للإنسان!
ومن المدهش أن ليرقات البعوض رائحة مميزة مثل البشر. وفي تجربة غريبة أخرى قام الدكتور بات بجمع رائحة اليرقات ووضعها في مكان مع ثلاث روائح مختلفة واستعان بكلب صديقه فوجده يحوم حول مكان رائحة اليرقات! لذا تمت الاستعانة بالكلاب للإرشاد عن أماكن وجود اليرقات والقضاء عليها أولا بأول.
تقول مدربة الكلاب العالمية ألين فان دير إن بإمكاننا أيضا استخدام الكلاب للتعرف على الأشخاص الحاملين لطفيليات الملاريا لأن لهم روائحهم تختلف تماما عن الأشخاص السليمين، وبذلك نتمكن من حصر المصابين ومعالجتهم والحد من خطورة هذه الحشرة.
وآخر التجارب المجنونة في هذا المجال أن تستدعي أنت البعوض للسعك وتستمتع بذلك لأنها ستكون آخر لسعة له في حياته سيموت بعدها، وذلك بعد تناولك عقارا كان يستخدم دواء بيطريا وتم تجريبه على البشر للقضاء على مسببات عمى النهر، حيث لاحظوا ملاحظة قلة عدد البعوض في منازل الأشخاص الذين تعاطوا العقار بنسبة 79 في المائة، بينما زادت نسبته في القرى التي لم يتم إعطاء أفرادها الدواء بنسبة 249 في المائة!