صياغة خطابنا للخارج

في كلمته للسفراء، استعرض الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية جملة من الأمور التي تستهدف تحقيق الرعاية لمواطني المملكة وحماية مصالحهم باعتبارها مهمة سامية ("الاقتصادية" 25/12/2013). وقد أعاد التأكيد على هذه المهمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله خلال جلسة إقرار الميزانية، وكذلك الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد خلال استقباله لوزير الخارجية والسفراء.
من القضايا اللافتة خلال الاجتماع الثالث لسفراء السعودية في دول العالم، أن كلمة الأمير سعود الفيصل استعرضت جملة قضايا مهمة. يمكن على سبيل المثال التقاط قضية عرض لها وزير الخارجية، وتتمثل في "إعادة صياغة المهام الإعلامية للسفارات بما يتفق مع المستجدات واستراتيجية الإعلام المحدثة".
الحقيقة أن هذه مهمة تحتاج إلى مزيد من العناية، إذ من غير المعقول أن يتم تهييج الرأي العام في هذا البلد أو ذاك وتمارس السفارة صمتا، خاصة إذا كانت المسألة تتعلق بقضايا مهمة للغاية مثل مسألة تقديم المساعدات إلى أشقائنا السوريين.
لقد قذفت قناة الجديد التي تبث من لبنان ـ على سبيل المثال ـ كرة ساخنة استهدفت إحدى الجمعيات الخيرية السعودية التي تعمل هناك، ولم نر مع الأسف أي بادرة لرد رسمي عليها. النتيجة أن قنوات أوروبية وأمريكية تلقفت هذه الكرة الساخنة وأعادت تقديمها باعتبارها حقيقة. وهذه ليست الحادثة الوحيدة من القناة، لكن ربما تكون الأحدث التي كانت تستحق عناية من سفارتنا هناك.
إن إعادة صياغة المهام الإعلامية للسفارات بما يتفق مع المستجدات واستراتيجية الإعلام المحدثة التي تحدث عنها وزير الخارجية تتطلب مبادرات إيجابية.
هذه الأدوار كان يمارسها سفراء سعوديون في بلدان عدة، ولها أثر كبير للغاية. نتذكر مثلا الدور الفاعل لرجل مثل الدكتور غازي القصيبي ــــ يرحمه الله ــــ خلال تسلمه مهام سفارتنا في بريطانيا.
الأمر نفسه ينسحب على مبادرات حالية لبعض السفراء، والمجال هنا ليس لتسمية أحد وتجاهل آخر، لكن من المهم فعلا المسارعة في ترجمة إعادة صياغة المهام الإعلامية للسفارات وتحويلها إلى واقع يسهم في تخفيف الضغط وتصحيح الأخبار والشائعات غير الدقيقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي