حافلات «النقل الجماعي» في الضواحي .. تخفيف الازدحام ووقف الهجرة العكسية

تقف بلادنا - ولله الحمد - على بنية تنموية إنشائية كبيرة في المحافظات والمراكز المنتشرة في أنحاء المملكة، التي تتمتع بوجود المرافق الحكومية المتكاملة من المدارس والجامعات والمستشفيات والمخططات السكنية الواسعة، ومستقبل تطبيق مفهوم السياحة الريفية، إضافة إلى ارتباط معظم تلك المحافظات بالمدن الكبيرة بطرق مزدوجة مريحة، وفي الوقت الذي اعتمدت المملكة في تخطيطها وتنظيمها للمدن الكبيرة الضخمة كمدينة الرياض، استراتيجية الهجرة العكسية إلى الضواحي التي تحيط بمدينة الرياض العاصمة الكبيرة على سبيل المثال، نجد واقع الحال أن كثيرا من العقبات تقف أمام من يفكر في الانتقال من العاصمة إلى ضواحيها، ولذلك لم نتقدم في هذا الاتجاه الاستراتيجي.
هناك أفكار نبهت لها حاجة بعض الناس سيكون في تطبيقها بعد دراستها الجادة ودون تأخر حلول ناجعة ومفيدة على المديين القريب والبعيد، إن شاء الله، فمع تطبيقها سيكون هناك إقبال كثير من الناس وقبولهم الهجرة العكسية والسكن والاستقرار بأسرهم في تلك الضواحي دون إشكاليات في انتقالهم من مقار أعمالهم أو ترك وظائفهم في مدينة الرياض، ولا سيما أن كثيرا من سكان مدينة الرياض هم من تلك الضواحي، وفي المقابل قد تحتاج الكليات أو المستشفيات أو البلديات إلى بعض الكفاءات في تلك الضواحي من الذين هم مستقرون في مدينة الرياض، أو قد تتوافر وظائف للشباب العاطل من سكان الرياض في تلك الضواحي، فضلا عن واقع حال تنقل كثير من المعلمين والمعلمات والطلبة من الرياض إلى ضواحيها بشكل يومي غير نظامي مع تحمل كثير من الأخطار والحوادث التي نراها.
المقترح يتلخص في الوقت الحاضر في توفير رحلات برية ترددية بالحافلات مبرمجة بالتوقيت بين العاصمة وضواحيها إلى حدود مسافة 200 كيلو متر خارج الرياض كحد أقصى للرحلات اليومية، وذلك بالتنسيق مع شركة النقل الجماعي السعودي أو شركة أخرى على النحو التالي:
حافلات لخدمة المعلمين والمعلمات وطلاب وطالبات الجامعات تنطلق من نقاط تجمع داخل الرياض عند مخارجها (يتوافر فيها مواقف سيارات كبيرة وأماكن جلوس انتظار وكافيه ... إلخ) إلى تلك الضواحي كما يتضح من الرسم المرفق، ويفضل أن تكون هناك حافلات مستقلة للرجال وأخرى للنساء حسب الحاجة وذلك من الساعة الخامسة صباحا، وتنطلق لتعود للرياض من مدن تلك الضواحي من نقاط تجمع هناك أيضا عند الساعة 12 ظهرا.
حافلات لخدمة موظفي الدولة تنطلق من نقاط التجمع السابقة داخل الرياض عند مخارجها إلى تلك الضواحي أيضا، تنطلق من الساعة السادسة والنصف صباحا إلى تلك المحافظات في تلك الضواحي وتنطلق منها لتعود إلى الرياض عند الساعة الثانية والنصف ظهرا.
يكون هناك تسجيل لمن يرغب في الاستفادة من برنامج النقل هذا بعد الإعلان الكافي عنه في موقع الشركة السعودية للنقل الجماعي على حساب المستفيدين الخاص، وذلك لدراسة الجدوى الاقتصادية للناقل وكفاية التشغيل.
سيكون تطبيق هذا المشروع البسيط في تنفيذه الكبير في نتائجه - بإذن الله - في بداية الأمر ليخدم واقع حال كثير من الذين يترددون بسياراتهم الشخصية أو بالنقل العشوائي فيما يتعلق بالمعلمات والطالبات، سواء من الذين سكنهم في الرياض وينتقلون إلى الضواحي أو العكس، (ويمكن عمل دراسة أو حصر لهم بالتنسيق مع نقاط التفتيش الأمنية في مداخل الرياض في الفترة الصباحية الباكرة) بعد ذلك وبعد اطمئنان الناس إلى متانة هذا النقل ودقة مواعيده وتنظيمه وفكرته سيعيد الكثير من سكان الرياض التفكير في الانتقال إلى السكن في ضواحي الرياض خاصة من الذين يصعب عليهم إيجاد سكن مناسب في الوقت الحاضر أو علاج في المستشفيات أو قبول أبنائهم في المدارس والجامعات أو إيجاد وظائف لهم، فيزداد الإقبال على هذه السنة الحسنة - إن شاء الله - خاصة من سكان تلك الضواحي الأصليين وهم كثير أو غيرهم، مع هذا سيحل كثير من المشكلات التي أشكلت على المخططين لتنمية مدينة الرياض نظرا للازدحام الشديد والنمو المتزايد في عدد السكان أو تطوير ضواحيها التي تقف على بنية إنشائية وخدمية متينة.
ويبقى الطموح الأكبر بعد قياس نجاح هذه الفكرة أن يكون الانتقال من الرياض إلى الضواحي والعكس من خلال شبكة من سكك الحديد المتطورة تربط العاصمة بضواحيها مثل ما نراه في كثير من الدول الغربية والشرقية وحتى النامية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي