قمة أخف الأضرار
لا تحتاج دول الخليج العربي حاليا إلى مَن يخدعها ويقول كلاما يدغدغ المشاعر. لقد انتهت قمة الكويت بأخف الأضرار. وإن كان هناك بريق أمل يتمثل في مراجعة ما لم يتم تحقيقه من مشروعات وقرارات تم اعتمادها في دورات سابقة. قمة الخليج ليست مجرد لقاء مجاملات. هي أيضا ليست مكانا لممارسة المهاترات أو تصعيد الخلافات.
الذين تابعوا مجلس التعاون الخليجي منذ نشأته، يعرفون تماما، أنه سبق القمم الخليجية تباينٌ في الآراء بين هذا البلد أو ذاك. لكن القمة كانت تنتظم لتعيد اللحمة من جديد. من المؤكد أن كل بلد له حساباته ورؤاه، له أفكاره وتطلعاته، وله عتبه أيضا. هناك مشروعات تمثل ضرورة عاجلة لبلد، ولكنها قد لا تكون أولوية بالنسبة لبلد آخر.
في المجمل، إذا كان ما تحقق في المجلس قليلا مقارنة بعمر المجلس، ينبغي أن يتم قياسه بالواقع العربي والإقليمي من حولنا.
إن المتاح حاليا من المكتسبات لإنسان الخليج العربي، يمكن أن يمثل نقطة بداية جديدة من أجل تحقيق مزيد من المكتسبات. إن إنجاز أي مشروع بين دول المجلس، يمثل جسرا جديدا يزيد حظوظ الوحدة الخليجية. وهذه الوحدة إن تأخرت، فإن الأهم أن سيرها ببطء أفضل من التوقف وترك الأمر برمته باعتبار أن الهدف النهائي لم يتحقق.
إن مشروعات التواصل البري بين دول المجلس عبر القطار الخليجي وسواه من مشروعات تمثل جداول تغذي التواصل الإنساني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. والسعي للتقارب في الأنظمة والقوانين خطوة تنطوي على أهمية كبرى، من أجل الوصول إلى نموذج شديد التطابق.
لا أشعر بقلق من البطء، بقدر خوفي من الاستعجال الذي قد يعطل كل شيء ـــ لا سمح الله. لقد بدا هذا الأمر واضحا في صياغة بيان القمة الذي اتسم بكثير من الهدوء والحكمة.