جريمة على اليوتيوب
معلم يتسلى بتصوير طالب وهو يمارس الإيذاء ضده، سواء كان هذا الإيذاء لفظيا أو بدنيا. معلم آخر يصور طفلا وهو يتهيأ لأخذ تطعيم ويضحك على بكائه. مراهق يصور متسولة إفريقية ويطلب منها أن تكشف وجهها قبل أن يعطيها عشرة ريالات. رجل يتعدى بالضرب المبرح على عامل نظافة ويقذع في شتمه ويصور ذلك. هذه نماذج من الذاكرة لقصص جديدة قديمة من ممارسات لا تليق بالسلوك الإنساني السوي.
إن الاستقواء على الأطفال والنساء وبسطاء الناس، وتعمد إيذائهم وتوثيق هذا الإيذاء، مسألة لا تتناغم مع الفطرة الإنسانية السوية.
لقد أحسنت وزارة التربية والتعليم، إذ سارعت إلى تطويق الحادثة الأخيرة في صبيا وإعلان مباشرة التحقيق مع المعلم الذي صور الطالب وهو يبكي. وهي، أمس، أكدت من خلال متحدثها الرسمي أنها بصدد ملاحقة مقاطع أخرى جديدة وقديمة تمت فيها ممارسة إيذاء للطلاب والتشهير بهم سواء من خلال معلمين أو طلاب.
إن ملاحقة من ينشرون مثل هذه الممارسات المضادة للذوق والأخلاق مسألة تتسق مع قيمنا وتعاليم ديننا. وتفعيل قوانين الجرائم الإلكترونية وتطبيقها على المتجاوزين ستحد من انتشار التباهي بهذه الجرائم، سواء كانت هذه الجرائم تتمثل في التفحيط وقطع إشارات، أو تتعلق بإيذاء أطفال أو نساء أو حتى أناس بسطاء مثل المقطع البائس الخاص بتعدي أحدهم على عامل نظافة.
الكل يعلم أن هذه الجرائم، يتعرض مرتكبوها للملاحقة ليس فقط على الصعيد المحلي، بل على الصعيد الدولي، وهذا ما يجهله البعض، ولا تتسع المساحة هنا لسرد قصة ملاحقة إيذاء تعرض لها عامل في وقت سابق في بلد مجاور. إن الجريمة التي يتم رفعها على اليوتيوب، هي بمثابة اعتراف موثق بالفعل وإصرار عليه من خلال إشاعته بين الناس.