التوقيت الصيفي .. والتوقيت الشتوي
بعد أن طبق بنجاح قرار عطلة السبت التي كثر الجدل حولها، قبل أن تحسم بأمر ملكي بناء على توصية من مجلس الشورى، يجدر بنا أن نفكر في خطوات أخرى من شأنها تنظيم حياتنا بما يوفر بيئة عمل أفضل، في محاولة لرفع الإنتاجية وتحسين الأداء لدى الموظفين والطلاب.. ومن تلك الخطوات بحث إمكانية إيجاد توقيت للصيف وتوقيت للشتاء عن طريق تغيير الساعة مع بداية الفصلين كما هو معمول به في عديد من دول العالم، بعد أن رفض المقترح أكثر من مرة أولها حينما تقدم به بنيامين فرانكلين مندوب الولايات المتحدة في باريس عام 1784م ضمن خطة اقتصادية تعتمد على ترشيد استهلاك الطاقة، ثم أعاد وليم ولست طرح الفكرة على البرلمان البريطاني عام 1907م وتم تبنيها في أوروبا والولايات المتحدة، ثم أخذت بها دول أخرى في أنحاء العالم يبلغ عددها الآن نحو 90 دولة.. ويعود السبب الذي دعا هذه الدول إلى الأخذ بالتوقيت الشتوي والصيفي إلى تأثرها أكثر من غيرها بطول وقصر الليل والنهار خلال العام.. ويقول خبير فلكي "إن الدول التي تقع بالقرب من مداري الجدي والسرطان لا بد لها من اعتماد توقيت صيفي يقابل طول النهار الذي يصل إلى 14 ساعة".
وبعد استعراض الجانب العلمي وتجارب الدول الأخرى نعود إلى واقعنا ونقول إن الفكرة تستحق المناقشة لنرى جوانبها الإيجابية والسلبية.. وفي تصوري أن كفة الإيجابيات أكثر حظاً، فنحن نريد أن نرشد استهلاك الطاقة الكهربائية.. ونعمل على أن نحد من السهر ليلاً.. وأن نغلق الأسواق في وقت مناسب، وأن يذهب صغارنا للمدارس في ضوء النهار وليس في ظلمة الفجر كما هي الحال الآن، حيث روى لي أحد الآباء أنه يذهب بأبنائه للمدرسة قبل أن يظهر النور وهم في حالة من الميل إلى النوم ثم يعودون في وقت اكتمال يقظتهم واستعدادهم للفهم والتحصيل، ويعود المدرس إلى منزله عند منتصف النهار بينما يعمل الآخرون حتى قرب صلاة المغرب.. هذا في فصل الشتاء حيث يطول الليل ويتأخر الشروق، أما في فصل الصيف فإن الشمس تشرق في وقت مبكر وعلينا أن نستفيد منها ومن طول النهار في العمل والإنتاج، وهذا الاختلاف يتطلب تعديل الساعة كي تتوازن الأوقات.
وأخيراً: أوجه هذا الموضوع إلى مجلس الشورى في المقام الأول، فلو طرح للمناقشة لظهرت جوانب لا يمكن الإلمام بها في هذه العجالة، ولو أقر لتقارب فارق التوقيت مع البلاد الأخرى التي نرتبط معها بعلاقات اقتصادية تهمنا كثيراً.. كما أن الجهاز الجديد الذي يعمل على ترشيد الطاقة ويقوم عليه الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية المعروف بالمهنية العالية مدعو إلى إبداء الرأي حول أثر الأخذ بالتوقيت الصيفي والتوقيت الشتوي على هذه الجهود التي تصب جميعها في مصلحة هذا الوطن، وحفظ ثروته ومقدراته للأجيال القادمة.