أهمية اللاعب الثاني
في المقالتين السابقتين تحدثت عن تاريخ ثلاثة لاعبين دوليين يلعبون في أندية أوروبية، هم: الويلزي جاريث بيل لاعب ريال مدريد الإسباني، البرازيلي نيمار لاعب برشلونة الإسباني، والإيطالي أندريا بيرلو لاعب يوفنتوس الإيطالي، وذلك من حيث نشأتهم وأعمارهم وتألقهم وفرقهم إلى يومنا هذا، والمقال اليوم سأحدد فيه بعض النقاط التي يجتمعون ويختلفون فيها عموماً وهي على النحو التالي:
1 – اللاعبون الثلاثة ابتدأوا اللعب في فرقهم في سن مبكرة، بيل في التاسعة، نيمار في العاشرة، وبيرلو (الأكبر سناً بينهم الآن) بدأ في الأندية في الرابعة عشرة.
2 – كلهم برعوا في كرة القدم فقط لكن جاريث بيل تألق في ألعاب أُخرى، وهي: الرجبي، والهوكي إضافة إلى تفوقه الدراسي بالحصول على الشهادة الثانوية بتقدير ممتاز.
3 - يتفوق نيمار بالمهارة الفردية العالية، بينما يتميز بيل بالسرعة والبنية الجسمانية القوية وأبرز ما نلاحظه في بيرلو هو الذكاء والدفة في صناعة اللعب، والخاصية التي تجمع بينهم الثلاثة أنهم يجيدون تماماً لعب الركلات الحرة المباشرة وتسجيل الأهداف منها.
4– الشيء المهم المشترك الذي أردت إيضاحه عبر ثلاثة مقالات أن من حيث الأهمية في فرقهم يعتبر اللاعبون الثلاثة بمثابة اللاعب الثاني وليس الرئيس المهم والنجم المطلق، بل هو درجة ثانية مهما غلا ثمن عقده أو ارتفع معدل تألقه، وللتوضيح في الريال سيظل البرتغالي كريستيانو رونالدو هو النجم الأول والمسيطر على الأضواء على الرغم من أن جاريث بيل هو أغلى لاعب في العالم في الوقت الحالي، بل إن قدوم بيل كان على حساب الاستغناء عن الألماني مسعود أوزيل الذي يعتبر أيضا بمثابة اللاعب الثاني في الريال.
المضمون نفسه عن نيمار على الرغم من نجوميته المطلقة على مستوى المنتخب البرازيلي ولكن في برشلونة فهو يأتي بعد الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي من حيث الأهمية والنجومية والاهتمام والسعر أيضا. أما بالنسبة إلى بيرلو فهو في جميع الفرق التي مثلها ولعب فيها لاعب محوري ومهم، ولكنه لاعب من حيث النجومية والأهمية يأتي في المرتبة الثانية وللمثال في الإنتر أعوام 1998، و2001 كان النجم هو البرازيلي المميز رونالدو وبعدها مع الميلان من 2001 إلى 2011 كان النجوم هم القائد مالديني أو المهاجم الأوكراني أندريه شيفشينكو ومروراً بالإيطالي فيليبو إنزاجي، البرازيلي ريفالدو، والأرجنتيني هيرنان كريسبو. ومع يوفنتوس تألق في الوقت الحالي الفرنسي بول بوجبا، اليوغسلافي ميركو فوسينيتش، وحتى الإسباني فيرناندو لورينتي.
باختصار من المعلومات في المقالات الثلاثة الاهتمام المبكر بالموهبة وصقلها وتنميتها هو الطريق الصحيح لصناعة عدد من اللاعبين القادرين على تحقيق الإنجازات، والفريق المحظوظ هو الفريق الذي يمتلك أكثر من لاعب ممن يصنفون اللاعب الثاني.