يوفي الكرة الشاملة
كانت الجولة الثالثة لدوري أبطال أوروبا قوية جدا بلقاءين يعتبران قمة التنافس بين الكرتين الإسبانية والإيطالية بعراقتهما وجمالهما وتاريخهما، كان اللقاء الثاني بين ريال مدريد ويوفنتوس وانتهى بفوز الريال بهدفين لهدف، وجمع الأول بين إيه سي ميلان وبرشلونة وانتهى بالتعادل بهدف لكل فريق، في لقاء تفوق فيه برشلونة بالاستحواذ والمحاولات الهجومية المتتالية، بينما تفوق فيه الميلان بالخطورة المرتدة والقدرة الدفاعية الكبيرة لإيقاف تفوق برشلونة في امتلاك الكرة.
ليونيل ميسي سجل هدف التعادل على الرغم من الحصار الدائم المفروض عليه من الفرق المنافسة لفريقه وحاول بعدها كثيرا أن يسجل ولكنه لم ينجح لقوة دفاع الميلان العددي والتنظيمي ولكنه ''ميسي'' بهذا الهدف قلص الهدف الفارق بينه وبين راؤول جونزاليس الهداف التاريخي للمسابقة إلى ثمانية أهداف فقط، حيث يتربع راؤول جونزاليس على عرش هدافي دوري أبطال أوروبا برصيد 71 هدفا، في حين يحتل ميسي المركز الثاني برصيد 63 هدفا، ثم يأتي في المركز الثالث النجم الهولندي المعتزل رود فان نيستلروي برصيد 60 هدفا، والأوكراني المعتزل أيضا أندريه شيفيتشينكو في المركز الرابع برصيد 59 هدفا، ثم الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو برصيد 58 هدفا في المركز الخامس ''هدفان في مباراة ريال واليوفي''.
ونتيجة لتجمد رصيد راؤول جونزاليس عند هذا الرقم حيث يلعب الآن في السد القطري، وابتعد تماما عن المنافسة، وتبقى الفرصة سانحة لميسي كي يقترب أكثر من رقم النجم السابق لريال مدريد من خلال المباريات المقبلة لبرشلونة في دوري أبطال أوروبا، ويحاول رونالدو الذي يحتل المركز الخامس ملاحقة ميسي، في حين تبدو مسألة تخطي شيفيتشينكو ونيستلروي سهلة نسبيا بعد أن توقف الثنائي عن المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ولكن تبدو الصعوبة في اللحاق بميسي الذي يؤدي بقوة مع فريقه.
لكن حديثي اليوم هو أنني بمشاهدتي للمباراتين وجدت أن الكرة الإسبانية بالاسم والجنسية كانت في فريقين وهما برشلونة والريال، ولكن بطريقة اللعب كانت بتواجد ثلاثة فرق برشلونة والريال واليوفي، بل حتى الريال يبدو أنه في طريقه مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي ليصبح فريقا من أتباع الطريقة الإيطالية في كرة القدم التي تعتمد على الدفاع الصرف والمهارة والسرعة في الارتداد الهجومي، أعود للسيدة العجوز التي تحولت طريقة اللعب من مدربها كونتي لطريقة 4-3-3 بدلا من 3-5-2 وكلاهما صعب التطبيق ولكن أن تكون في قلب البرنابيو وتهاجم الريال وتسجل التعادل وتلعب بعشرة لاعبين أكثر من نصف ساعة من الشوط الثاني وتسيطر على الوسط وتغير أبرز لاعبيك منهم المميز أندريا بيرلو وتظل مهاجما إلى الرمق الأخير بل إن كراتك حتى هي بنفس النهج التمرير القصير المتعدد المتقن والسريع والشامل فأنت أيها اليوفيني تحدث ثورة في عالم كرة القدم الإيطالية لتحاكي الكرة الشاملة الهولندية سابقاً والإسبانية حالياً ولعلها تصبح مثل ثورة اللعب التي كان بطلها المدرب العملاق آريجو ساكي مع الميلان.
استمري أيتها السيدة العجوز في اللعب الممتع وإن كانت هناك خسائر فهي طريقة لعب صعبة الإتقان وسيستمر اليوفي بتقديم الأفضل وإن لم يفز ولكنه اسم صعب بكرة حديثة ''إيطالوإسبانية'' قائدها الأنيق أنطونيو كونتي.