جنون التحوُّل
أنعم الله على مَن يعاني تشوّهاً أو أُصيب في حادث أو حرق بوجود أطباء التجميل وتطوّر الجراحات التجميلية، ولكن يأبى البعض إلا أن يحوّل النعمة إلى نقمة، فلم تعد الحاجة هي الدافع بل هوس التغيير. هذا شاب من الفلبين أنفق أكثر من 300 ألف دولار و16 سنة من عمره كي يحوّل شكله ليشبه تماما ''كلارك كليت'' أو السوبرمان في الفيلم الشهير!
واليابانية ''فانيلا كامو'' أنفقت 100 ألف دولار و30 عملية جراحية لكي تصبح شبيهة لدُمية فرنسية، مثلها في ذلك مثل الشاب الأمريكي الذي حوّل شكله لكي يصبح شبيهاً بـ ''كين'' صديق أشهر دُمية في العالم على الإطلاق ''باربي''. فهل الذنب ذنبهم أم ذنب أطبائهم الذين وافقوا على إجراء مثل هذه العملية؟!
وفي تحدٍّ خارق لكل أخلاقيات المهنة قام طبيب بتحويل شاب برازيلي إلى كلب ــــ أعزكم الله ــــ حسب رغبته، فزرع له أجزاءً من وجه كلب ميت على عينيه وأذنيه وأنفه وفمه ليتحول إلى ''كلب'' أو إلى مسخ والعملية مصوّرة بالفيديو!
واعترفت المذيعة التلفزيونية في CBS ''جولي تشن'' الأمريكية الجنسية والصينية الأصل في حديث فاجأ الكثيرين، بأنها قامت في بداية حياتها العملية بتوسيع عينيها وبعض عمليات التجميل لتغيير ملامحها الصينية؛ لأن زميلها في العمل رفض العمل معها بسبب سحنتها الصينية!
وعلى عكس أغلب إن لم يكن جميع البشر في حرصهم ومحافظتهم على شبابهم والخوف من تقدم العمر وعمل المستحيل للحصول على مظهر شاب، كسرت الأمريكية السمراء ''آن بولتون'' القاعدة وأجرت عديداً من عمليات التجميل لكي تبدو أكبر سناً ورغم أنها أم لأربعة وجدة وتبلغ من العمر 47 عاماً، إلا أنها كانت تبدو في الـ 20 من العمر ما أنهى حياتها الزوجية وأفشل محاولات زواجها الأخرى من رجال يقاربونها في العمر لغيرتهم من تقرُّب صغار السن لها، فهي تقول مظهري الشاب دمّر حياتي، فلله في خلقه شؤون!
أما المضحك المحزن ما عملته جدة في الـ 57 من العمر ''آنيت إدوارد'' نتيجة لحبها الشديد للأرانب قررت أن تجعل من نفسها شبيهة لـ ''جيسيكا'' زوجة الأرنب ''روجر'' في الفيلم الكرتوني ''من ورّط روجر الأرنب؟!''.
ويستمر مسلسل الهوس والمهووسين وهنا قد يكون الدافع شدة الحب أو شدة الغيرة التي جعلت الأم ''جانيت'' تصنع من نفسها بالعمليات الجراحية نسخة طبق الأصل من ابنتها ملغية بذلك فارق 22 عاماً بينهما، ولكن بقيت الأم أطول قليلاً وعيناها بنيتان خلاف ابنتها!
أما الإجحاف والظلم فتمثل في تحويل زوج صيني لزوجته الثانية إلى شبيهة لزوجته الأولى التي فقدها قبل ثلاث سنوات في حادث سيارة تقول الزوجة رغم أنها لا تحب أن تكون ظلاً أو انعكاساً لأحد إلا أنها رضيت بذلك وضحت من أجل المحافظة على عائلتها، وكل ما تمنته ألا تجعلها العملية قبيحة، فرفقاً بالقوارير!
ويظل أبشع ما يمكن عمله بعد التحول إلى كلب! ما قام به حارس الأمن البريطاني جافن باسلو عندما قام بزرع قرنان في رأسه وأحدث شقا في لسانه وحوّر أذنيه بحيث تكون مدببة من الأعلى، وأطال أنيابه لكي يكون شكله مطابقاً لشكل الشيطان كما صوّرته لهم ثقافتهم. وكل هذه العمليات عملها دون خضوعه للتخدير رغم أن بعضها استمر أكثر من خمس ساعات! وغطى جسده بـ 29 وشماً لتكتمل البشاعة.
هذا ما وصلت إليه بعض العقول في تحدٍّ سافر لكل الأعراف والأخلاقيات، فالحمد لله على نعمة العقل.