«آسيا» كم أنت صعبة
أتذكر في عام 1989م عندما كان خالد سلمان أحد لاعبي نادي السد القطري في ذلك الحين يصول ويجول بالكرة ويحقق مع فريقه كأس آسيا للأندية أبطال الدوري (دوري أبطال آسيا باسمها القديم) ليكون السد القطري هو أول فريق عربي يفوز بهذا اللقب وليبدأ التواجد العربي الخليجي في المحفل الآسيوي على مستوى تحقيق البطولة وليس فقط المشاركة، علماً بأن النادي الأهلي السعودي هو أول فريق عربي شارك في البطولة عام 1976م وأول فريق عربي يستضيف البطولة عام 1984م ووصل للمباراة النهائية وخسر بعد وقت إضافي أمام فريق دايو الكوري المدجج بثمانية لاعبين من المنتخب الكوري (وصيف آسيا) في ذلك الزمان.
بعدها (أقصد بعد فوز السد القطري عام 1989م أصبح التواجد العربي الخليجي مميزاً في دوري أبطال آسيا؛ حيث حقق الهلال البطولة مرتين وحقق الاتحاد البطولة مرتين أيضا ووصل الاتحاد والأهلي للنهائي مرة واحدة لكل ناد ولم يحققا اللقب، وفاز العين مرة واحدة وحقق السد البطولة الثانية له على المستوى الآسيوي.
ولكن غير هذه الانتصارات أعلاه لا يوجد حضور مميز للفرق الخليجية والعربية وكأن آسيا أصبحت حكراً على أندية الشرق وأنا هنا لن أنتقد النظام أو أتحدث عن تجاوزات التحكيم الآسيوي أو عن محاباة الشرق أكثر من الغرب ولكني سأتحدث عن سرعة تطور الشرق أكثر من الغرب والسبب الأبرز في رأيي الشخصي هو العامل المادي القوي والكبير والمتنامي في الشرق أكثر من الغرب، بينما نجد التقطير في الصرف المادي (العام ولا أقصد الخاص) سبب مهم من أسباب تدني مستوى الكرة والأندية وحتى ليطول المنتخبات، حيث نلاحظ عندما يأتي فريق آسيوي للمملكة كيف يجد الدعم من اتحاد بلاده وإعلام بلاده والعكس صحيح عندنا.
أتذكر حديثا لي في الطائرة العائدة من جوهانسبيرج (جنوب إفريقيا) إلى دبي حيث قمت بالتعليق على كأس العالم 2010م مع قناة الجزيرة الرياضية وكان الحديث مع الرجل المؤدب جدا تاشيكي أوكادا مدرب منتخب اليابان في ذلك الوقت وكان أغلب الفترات في حديثه يؤكد تطور الكرة عموما في اليابان وزيادة الضخ المالي من اتحاد بلاده ومن الشركات ومحطات التلفزة حيث ارتفع سعر اللاعب والمدرب والمعلق والإعلامي والمصور التلفزيوني وكل ما هو رياضي إلى عشرة أضعاف خلال 15 سنة.
وأنا على ثقة بأن هذا ما يحدث أيضا في كوريا والصين وحتى أستراليا والدول المتقدمة كروياً في آسيا تعتمد السياسة نفسها في الضخ والتعامل مع كرة القدم كصناعة وجماهيرية وشعبية كبيرة تصل إلى نسبة كاسحة من عدد السكان تتجاوز 70 في المائة. وعلى العكس تماماً هو ما يحدث في دولنا العربية الخليجية بنسب مختلفة ولكن ما يتم تداوله على المستوى الكروي المحلى هو نظرة دونية للخبراء في كل المجالات الرياضية وعدم تقدير وتقطير كبير أدى إلى ضياع الكثير من المواهب والمبدعين والخبراء والمهمين على مختلف الأصعدة.
أعود لآسيا.. وانتهى الحلم الخليجي بخروج الأهلي ولخويا والشباب على التوالي يوم الأربعاء من دوري أبطال آسيا مبكراً من الدور ربع النهائي وتمنياتنا للمشاركين في الموسم الآسيوي المقبل (الفتح، الاتحاد، الهلال، والشباب) التوفيق والتأهل للمراحل المتقدمة واسترجاع الهيبة للفرق السعودية قبل البطولة حتى تكون المشاركة في أمم آسيا (بعد التأهل بحول الله) مشاركة ممزوجة بزهو الفخر بالفرق السعودية أولاً ليتقوى المنتخب ويقدم المستويات المميزة.
محلياً.. غداً لقاء الكلاسيكو الكبير من السنوات الماضية تنافس وقوة وتفاعل وجمال في الأداء واستعداد تام ونتائج مشجعة للفريقين والبدايات القوية لجدول الدوري التي حملت لنا من الأسابيع الخمسة الأولى لقاءات كبيرة وكانت على التوالي الشباب والاتحاد في الأسبوع الأول، الأهلي والنصر في الأسبوع الثاني، الاتفاق والهلال وأيضا الاتحاد والفتح في الأسبوع الثالث ليأتي الأسبوع الرابع بقمة الهلال والاتحاد ولا ننسى قمة الأهلي والهلال في الأسبوع الخامس والأهلي والاتحاد بعدها، قمة وإثارة وحماس مع دوري قوي نتمنى أن يؤتي ثماره من الروافد الأُخرى المادية التي لم تتطور ولم تقدم ما يساعد على خدمة الرياضة بل كان التنفير أسلوبها بإدارة غير جديرة بتولي الأمور في هذا الوقت.
تمنياتي القلبية ألا يؤثر الخروج الآسيوي في الأهلي والشباب ليكون الدوري قوياً ويكون التنافس مفتوحاً ومميزاً.