FAERWELL
تستعمل الكلمة الإنجليزية في العنوان أعلاه عادة في مجال إدارة الأعمال لمعنى حفل توديع لأحد العاملين المنتقلين لعمل آخر أو المغادرين لبلد آخر أو منظومة أُخرى، وكان الحدث الملهم لي لكتابة فقرتي عندما تشرفت وحضرت حفل توديع زميل لنا في الشركة التي أعمل بها وهو الدكتور طاهر الأوباشي الذي أصبح في منصب مدير عام للشركة في فرعها بالأردن، حيث بدأ الحفل بعدد من الكلمات عن مسيرة زميلنا في الشركة وحسن أدائه وخلقه وعلاقاته الطيبة مع الجميع، وانتهى الحفل بكلمة مدير عام الشركة في المملكة، وبعدها تناول الجميع وجبة خفيفة من الحلويات وسلامات من الجميع وأمنيات بالتوفيق.
هذا هو العمل المتحضر المحكوم بالمبادئ والقيم والأصول والمنتهي بكل تقدم وود بين الزملاء والأصدقاء حتى بين الأقل والأعلى مرتبة بينهم وبين بعض، وشاهادنا من الأمثلة الكثير من اللاعبين المحترفين في أندية عند انتقالهم لأندية أخرى كيف هو الود والمحبة بينهم وبين الإدارة واللاعبين وبين اللاعبين بعضهم البعض حتى لو كان الخروج من النادي لنادٍ آخر ضد رغبة أحدهما أو لأسباب فنية من متابعة المدرب.
ولكن الملاحظ فى الفترة الأخيرة هو توتر العلاقات بين الإدارات واللاعبين وبين اللاعبين بعضهم البعض حتى إن الانتقال والخروج بمعنى أصح من نادٍ إلى نادٍ يكون بمثابة الخلاص من النادي، أو من ناحية أُخرى الخلاص من اللاعب، ولنبدأ بالأمثلة العالمية فما حدث في صفقة الويلزي جاريث بيل والألماني مسعود أوزيل وما يتحدث عنه زلاتان إبراهيموفيتش حاليا في الإعلام عن سوء علاقته بالمدرب بيب جوارديولا وغيرها من الأمثلة الكثير، تدل على سيطرة لغة المال والمزاجية وأحيانا الكره والبغض بين الأشخاص على المبادئ والأصول والقيم في مثل هذه الحالات.
أما محلياً فيوجد من الأمثلة قديما وحديثا الكثير، ولكنني لن أسرد الأسماء وسأتحدث عن رد فعل الجمهور الذي له الحكم النهائي وردة الفعل الحقيقية ليست من الإدارة أو من اللاعبين، بل الجمهور، ونجد في تحية جمهور الاتحاد الكبير لنايف هزازي مثالاً على التقدير والوفاء كما يحدث مع محمد نور وحسين عبدالغني وحتى أسامة هوساوي وأحمد الفريدي، وسيحدث مع يحيى الشهري وعبدالرحيم جيزاوي وغيرهم.
تحية كبيرة مني أقدمها للعقلاء من الجمهور المقدر للاعب حينما حل وارتحل، فيظل اللاعب فرداً وبشراً عادياً ويمتلك موهبة لعب كرة القدم ويحتاج لدعم الجمهور حتى وإن تخلت عنه الإدارات والمدربون أيضاً.
تحدثنا عن المستوى الفردي أما عن المستوى الأكبر وهو مستوى المنظومة نفسها (أقصد النادي) فيخوض ناديا الأهلي والشباب المباراة الثانية والحاسمة لهما في دور الثمانية أو الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، وهما يسيران ببعض التعثر على المستوى المحلي ولكن بالطبع دعواتنا وأمنياتنا لهما بالتوفيق والتأهل والسير خطوات للوصول لكأس العالم للأندية بعد الفوز بآسيا بحول العلي القدير.
ولكن - لاسمح الله - لو خرج أحدهما أو كلاهما من الدور الحالي أو غيره، من سيقوم بحفل التوديع، وهل سيكون الحفل للحديث عما قدمه الفريق في المسابقة وشكره وتقدير مجهوده ومجهود الإدارة والجميع، أم سيكون عن الفرص المتاحة للنقد الحاد غير الهادف ومحاولة تشتيت الفريق عن التركيز في الدوري وفي العمل بجد لتخطي الخروج وتجاوز الظروف الصعبة؟ عموما بالتوفيق للناديين الكبيرين، وبالفعل هناك عمل جاد وكبير من كليهما للتفوق والوصول لمراحل متقدمة من البطولة التي ستعيد الهيمنة السعودية على القارة بحول الله تعالى.
خاتمة:
أتمنى ألا أضطر لحضور أو سماع عن حفل توديع قريب للمدرب الإسباني لوبيز كارو مدرب المنتخب السعودي خاصة بعد بطولة "أو إس إن".
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.