المسابقات منحت السوبر للفتح والكأس للعميد
مهما تحدثنا عن حجم الإيجابيات التي خرجنا بها من مباراة السوبر إلا أننا نشعر بأن هناك رتوشا بسيطة يمكن للجنة المسابقات التغلب عليها في الموسم المقبل مع إيماني التام بأن إخواني وأعزائي في لجنة المسابقات أو أمانة اتحاد الكرة قد قدموا عملاً رائع خلال الفترة السابقة ويحاولون جاهدين بذل المزيد من الجهد من أجل موسم لا تتخلله تأجيلات أو مشاكل حجوزات مع تلبيتهم رغبات الأندية في وضع روزنامة مناسبة للفئات السنية وذلك بتوافق مبارياتهم الدورية مع إجازة نهاية الأسبوع لكيلا يكون للمباريات التي خارج أرضهم أي تأثير في تحصيلهم الدراسي ويتوافق في الوقت نفسه مع رغبة أولياء أمور اللاعبين إضافة إلى عملهم الدؤوب لتطوير المسابقات المحلية والاعتماد على ثلاث بطولات رياضية في كل موسم .. كأس ودوري وسوبر.
التتويج هو أحد المهرجانات التي تمنحك انطباعا جيدا حول قدرة لجنة المسابقات وأمانة كرة القدم في التنظيم والدخول والخروج ونزول الفريقين لأرضية الملعب وبداية المباراة والانضباط الجماهيري رغم كثافته ورضا راعي المباراة ومرافقيه عن حسن الاستقبال والحفاوة وطريقة توزيع الجوائز على المتنافسين فكلما كانت هذه الأشياء منظمة ومرتبة بشكل جيد أعطت صورة وانطباعا مميزا للمتابعين كافة بأن هناك فكرا جيدا خلف هذا العمل المبهر الذي استمتع به كل مشاهد.
رعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة تشريف للكرة السعودية ودعم حقيقي لها خاصة أن الأمير خالد يعتبر من مؤسسي الرياضة في المملكة العربية السعودية والخليج وله أياد بيضاء على رياضة الوطن مع البدايات وحتى يومنا هذا، ولعل من الأشياء التي لفتت نظري أنه صفق بحرارة لهدف الاتحاد الثاني وهدف الفتح الثالث وهذا يعني أن كل أبناء الوطن من نسيج واحد ولهم نفس الحب والتقدير، ولعل تفاعله مع كل كرة جميلة يوحي لنا بأن الرياضة خالدة في قلبه فهنيئاً لنا بخالد الفيصل الأمير والشاعر الذي سلب المشاعر وأحد رواد رياضة الوطن الأجلاء.
كنت أعتقد أن نادي الفتح عندما حقق بطولة الدوري عبارة ثورة وانتهت أو حظ ترجل ومات لم يخطر ببالي أننا أمام فريق استهوى البطولات وعرف طريقها، لذا فمن الطبيعي أن أشيد في هذه اللحظات بعظمة رجال الفتح الأوفياء الذين أبعدوا عن قلوبهم الكراهية والبحث عن الشهرة وكثرة المديح وتفرغوا لجني البطولات والعمل بجد داخل أرضية الملعب، أكاد أجزم بأن جماهير النموذجي ورجالاته لم يتخيلوا قبل موسمين أن فريقهم على موعد مع البطولات وهذا دليل قاطع على أن الفكر دائماً يتفوق على المال وأن ثقافة المنصات لا يمكن أن تتحقق إلا بفكر عال.
ما يحدث في الاتحاد يحتاج إلى ثورة وفاء من رجالات العميد للتغلب على المشاكل الشرفية والديون المادية المتراكمة ونزع عباءة الوصاية الإدارية عن النادي إذا كانت موجودة في الوقت الحاضر، لأن من يشاهد هذا الكم الهائل من محبي وجماهير العميد يحزن كثيراً لخسارة النمور أي بطولة رغم أني في مباراة السوبر شاهدت علامات الرضا في وجوه معظم محبي العميد وكأنهم ملتمسون العذر لنجومهم بسبب غياب الرباعي الأجنبي وعدم مشاركة أسامة المولد مع قلة خبرة لاعبيه ولا ننسى استعداده السيئ هذا الموسم.
ما يعاب على مباراة السوبر هو إقرار الشوطين الإضافيين بعد نهاية المباراة بالتعادل في الأشواط الأصلية، والمفترض أن يشرع حكم المباراة مباشرة بضربات الترجيح فور نهاية الأشواط الأصلية بالتعادل وذلك لعدم قدرة اللاعبين على اللعب 120 دقيقة متواصلة مع بداية الموسم، وقد لاحظنا في المباراة نفسها كيف انخفض أداء الفريقين قبل نهاية الشوط الثاني من المباراة إضافة إلى كثرة الشدود والإصابات لدى معظم اللاعبين وخاصة الفريق الاتحادي.