نساء أكثر عنفا!

من أين للمرأة، هذا المخلوق الضعيف الرقيق، كل أعمال العنف التي تقوم بها ونطالعها في الصحف في الآونة الأخيرة، والتي لا يمكن تخيلها أو توقعها؟.. من أين لهذا المخلوق الضعيف الرقيق كل هذه القسوة التي ربما لم نر أو نسمع مثيلا لها من قبل؟
تجيب الدراسات الحديثة مؤكدة أن المرأة يمكن أن تكون قاسية وعديمة الرحمة مثلها مثل الرجل، وربما تتفوق عليه في القسوة وانعدام الرحمة.. ودليل الدراسات الحديثة على ذلك أنه عند القبض على زعماء المافيا الرجال في العالم تتقدم المرأة كي تحتل المكان الشاغر وكي تتحمل المسؤولية الملقاة على عاتق زعيم عصابة المافيا.
على الرغم من أن عدد الجرائم التي ترتكب بواسطة النساء أقل من تلك التي ترتكب من قبل الرجال، إلا أن المرأة تثبت أنها أكثر دهاء، حيث يكون من الصعب اكتشافها.
وتشير بعض الدراسات إلى أنه على وجه العموم تتفوق المرأة على الرجل في نسبة الذكاء والدهاء، ويتضح ذلك في أحاديثها وسلوك الطرق غير الواضحة وغير المتوقعة.
والفكرة المسبقة التي تقول أن المرأة لا يمكن إن تكون عنيفة ربما سببها أننا لا نرى أبدا ما تفعله المرأة من أعمال عنف، وربما لعدم تصديقنا أن المرأة في استطاعتها القيام بأعمال عنف عندما نراها تفعل ذلك.
هناك اختلاف واحد يفرق بين العنف الأنثوي والغضب الذكري، هذا الاختلاف يتركز في الطريقة التي يعبر بها كل منهما عنه، فالرجل يعبر عن العنف بالوسائل الجسدية عن طريق ارتكابه الجرائم التي يلقى القبض عليه بسببها ليحاكم ويعاقب عليها، أما المرأة فتعبر عن العنف بالوسائل النفسية من خلال ارتكابها جرائم لا يمكن القبض عليها بسببها.
والمرأة من ناحية أخرى، قد تحرض الرجل على ارتكاب جرائم من أجلها إذا لم ترض عن وسائلها النفسية، وعندما يتم إلقاء القبض على الرجل لارتكابه جريمة بتحريض من زوجته لا يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى المرأة الرقيقة العطوفة التي لا يمكنها إيذاء ذبابة.
أوضح مثال على عنف المرأة غير الملموس هي قصة الزوجة البريطانية ''أنجيلا'' التي كانت تمارس ضد زوجها نوعا من أنواع العنف الأكثر شيوعا بين الزوجات وهو النكد، وذلك من خلال قيامها بإبلاغ الشرطة في كل مرة يعود فيها زوجها متأخرا من الحانة.. وهذا النكد الذي هو نوع من أنواع العنف عند المرأة كتب فيه الشاعر الاسكتلندي روبرت برنر عندما كتب يعرِّف الزوجة النكدية بأنها تلك الزوجة التي تظل تنتظر في بيتها كي ترعى غضبها وتحرص على أن تجعله دافئا دسما حتى يصبح دائما جاهزا للاستخدام.
في المقال الذي نشرته صحيفة ''الديلي تيلجراف'' البريطانية حول عنف المرأة، قال الكاتب إنه إذا كانت المرأة فعلا مساوية للرجل فليس علينا أن نستثني هذه المساواة من جوانب أخرى مثل العنف، فإذا كان الانطباع العام عن الرجل أنه عنيف في حين أن المرأة رقيقة وعطوف فيجب أن تكون المساواة في هذا الجانب أيضا، وهو الشيء الحادث الآن، حيث نجد نساء أكثر عنفا وضراوة من الرجال بسبب هذه المساواة، ولكننا مع ذلك نظل على نظرتنا للمرأة بوصفها العطوف الرقيقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي