الأسعار بين الإنخفاض العالمي والزيادة المحلية
في سياق خبرين نشرتهما صحيفة الأقتصاديه (الأول) نشر يوم الخميس ٢٥ شعبان واقتبس من الخبر الذي استقته الاقتصادية من تقرير منظمة الأغذيه العالمية (وقالت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة أمس إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت 1% في (يونيو) مقارنة بالشهر السابق بسبب انخفاضات في تكاليف الألبان والسكر وتراجعات طفيفة في أسعار الحبوب وزيت الطعام) والخبرالثاني نشرته الصحيفة يوم السبت ٢٧ شعبان تحت عنوان "رمضان" و "التصحيح" لاعلاقة لهما بارتفاع أسعار المواد الغذائية على شكل مقابلات وتصريحات لصغار المسئولين الغير مهنيين ولا مفوضين كناطقين بإسم غرفتي تجارة الدمام وجده وفي ضني لا يعدو عن كونه أكثر من إجتهاد من مراسلة الصحيفه بالدمام ومراسلها بجده وهو إجتهاد للحصول على مادة صحفيه لموسم عزيز على المسلمين ولموضوع ذو أهمية للسواد الأعظم من المستهلكين المواطنين منهم والمقيمين ألا وهو أسعار المواد الأساسية لوجبتي السحور والفطور وهي محاولة وجهد يذكر فيشكر لمراسلي الصحيفة وتحفظي علي المعلومات التي ادلوا بها المتحدثين من الغرفتين التجارية وأصنفه بالتبرير وهي محاولة مكشوفة وفاشلة كمتحدثين عن التجار واستغفال وإستخفاف مقصود كالعاده لعقول المستهلكين بإن الغلاء مبرر وانه غلاء مستورد وليس جشع ولا طمع من التجار على رأي المثل (يكاد المريب ان يقول خذوني) وفي معظم فقرات ماقالوه لا أقول يقلّل من قيمته تصريح منظمة الأغذيه "الفاو" بل ينسفه ويلغي ماقالوه المنتسبين لبيوت التجار غرفتي التجارة بالدمام وجده.
وبنظرة تحليلية بسيطه لهذه الفترة الروحانية فشهر يصوم فيه المسلمون المواطنون والمقيمون عن كل انواع الأكل والشرب هذا اولا وثانيا ان وجبة الغداء الرئيسيه في كل البيوت تلغى نتيجة للصيام وعند الإفطار الشهية وكمية الأكل أقل من المعدل العام بغير شهر الصيام وهذا التحليل يعطينا نتيجة حقيقية ان سلوك المستهلك من كميات المأكولات والمشروبات اقل من العادة وبذلك كنتيجة علمية وطبيعية الطلب العام علي الشراء للمواد الغذائية تقل بنسبة لا تقل عن 30% إن لم يكن أكثر لإلغاء وجبة الغداء الرئيسية بالمطابخ والبيوت للسعودي وغيرهم من المسلمين المقيمين خلال شهر الصيام وبإلغاء المسلمون من سكان المملكة عشرات الملايين من مكونات ومفردات الأصناف لوجبات الغداء الرئيسية أرى أنه من منظور إقتصادي إذا قل الطلب أو زاد العرض لأي من الأصناف او السلع تقل وتنخفض الأسعار بكل اصقاع المعموره إلا عندنا بمهد الدين الإسلامي فما يقوله ويفعله تاجر الجملة وتاجر التجزئة ومسئولي الغرف التجاريه والأسباب والمشاجب والشماعات والتبريرات كلها جاهزه لدى أساطين التجاره ولا تتوقف ممارساتهم على موسم رمضان بل لكل المواسم والفصول الحج والعمرة بداية العام الدراسي والربيع والشتاء وحتى موسمي التمر والبطيخ .. إلى آخره.
مايؤلمني كإنسان وكاتب احمل هموم إخوة لنا ذوي الدخل المقرود ومن يعتمد على مكافآت الضمان الإجتماعي والتقاعد هو الاحتكار وإستغلال المواسم خاصة الروحانية منها الحج والصيام أشهر ومواسم يفترض فيها إستشعار التاجر الغني حقوق الله والناس لا تتصدق ولا تستغل الفقراء والجائعين من منطلق القناعه والبركه والتكافل والتيسير وعدم الإستغلال والمبالغه والمشقة على العباد لا سيما وان شريحة التجار الجملة والتجزئه هم الأفضل ملآئة مالية وثرآء من 90%من المستهلكين إذا إفترضنا انهم والنخب من عالية القوم يشكلون نسبة الـ 10% القادرين على الشراء لكل شئ وبأي ثمن لأن أرصدتهم الفلكية ونموها اليومي بسرعة مذهلةً بعيدا عن عيون ساهر اصل لإستنتاج ان ماقالوه بتقرير الدمام وجده اقول أنه بالإتجاه المعاكس لماقلته وقالته المنظمة العالمية للأمم المتحده للغذاء "الفاو" بإنخفاض حتمي للأسعار بكل بلاد الدنيا إلا عندنا المشهورين بخصوصية بغيضة لغياب الضمير ومخافة الله عند البعض والعياذ بالله يشترون تجارنا كل شيئ لكل موسم ومناسبة بسعر ويخزنونه ثم يعيدون بيعه أضعافا مضاعفه إنهم لعمري من قال الله فيهم (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4).
من جهة اخرى ارد، كل هذه الممارسات التجاريه في العقود الماضيه للضعف الشديد وللغياب الشبه التام لجهات الإختصاص للرقابة والتفتيش الميداني والمكتبي منذ أسست وزارتي البلديات والتجارة وإن كانت البلديات الأكثر حظورا وأداء وإن وجدا فعلى إستحياء وعشوائي مع تحسن ملحوظ للسنتين الأخيرتين ولكنني اؤكد انه غير كافي بعهدي الوزيرين الأمير د. منصور بن متعب ود. توفيق الربيعه، وفقهم الله وسددهم. اللهم اهد تجارنا وحنن قلوبهم وانت اعلم بهم وبنواياهم وقلوبهم منا فمن شق منهم على اخوانه المسلمين فأشقق عليهم وانزع البركة من تجارتهم وعليهم من الله مايستحقون.