النوم .. أحسن ريجيم!

اضطرابات النوم والحرمان الشديد منه قد يكونان سبباً من أسباب السمنة التي أصبحت خطراً على الصحة يهدد العالم كله .. جاء هذا في دراسة حديثة حول السمنة وازديادها بين أفراد المجتمع الأمريكي. فقد كشفت الدراسة أن الحرمان من النوم له تأثير ضار في قدرة الإنسان على التحكم في شهيته أو السيطرة على هرمون (الليبتين)، وهو الهرمون الذي تنتجه الخلايا الدهنية وهو السر وراء البدانة وقد أصبح المحور الرئيسي للبحوث والدراسات في هذا المجال .. ومعدلات هرمون (الليبتين) هي التي تنبه المخ في حالة احتياج أو عدم احتياج الجسم إلى المزيد من الطعام.
ونقص النوم يلعب دوراً مهماً في تنظيم معدلات هرمون الليبتين والتحكم في الشهية، وذلك كما تؤكد الباحثة إيف فان كوتيه في جامعة شيكاغو، فالنوم هو الذي ينظم إفراز الهرمونات في الجسم وأيضاً العمليات الأخرى التي تساعد الجسم على العمل بكفاءة.
في أثناء فترات الحرمان من النوم تنبه معدلات هرمون الليبتين المنخفضة المخ إلى أن الجسم يعاني نقصا في الطعام وبالتالي تزيد الشهية. لكن عندما ترتفع معدلات هرمون الليبتين يرتفع أيضاً الإحساس بالشبع، وبالتالي يشعر الجسم بأنه يحصل على الكميات الكافية من الطعام.
وقد أجريت هذه الدراسة على 11 شخصاً من رجال أصحاء يبلغون من العمر 22 عاماً، هؤلاء الرجال قضوا 16 ليلة متواصلة في جامعة شيكاغو، ولمدة ستة أيام كانوا يحصلون فقط على أربع ساعات من النوم وبالطبع تمت ملاحظة نشاطهم وغذائهم وهرموناتهم في أثناء النوم وفي أوقات الاستيقاظ. بعد ذلك بعام عاد الرجال من أجل ستة أيام أخرى كانوا ينامون فيها ثماني ساعات وتمت مقارنة معدلات الليبتين في المجموعتين وقد اكتشفوا أن المجموعة الأولى تنخفض فيها نسبة الهرمون من 19 في المائة إلى 26 في المائة. هذا الانخفاض كان يرسل رسائل خاصة من المخ، أن الجسم يحتاج إلى تناول الطعام وفي الواقع يكون العكس هو الذي يحدث، فالإنسان في هذا الوقت تكون لديه كميات كافية من المخزون داخل جسده.
وقد أصبحت السمنة وراء الكثير من الأمراض منها القلب والسكري وأخيراً السرطان، ليس هذا فقط بل إنها تعيق الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية وتعيق أيضاً تحديد الجرعات المناسبة للعلاج.
وتشير الدراسات إلى أنه مع حلول عام 2015 ستتسبب السمنة في وفاة نحو 30 ألف شخص سنوياً في بريطانيا. وتقدر الإحصائيات أن نسبة الوفاة من البدانة ستتجاوز نسبة الوفاة بسبب التدخين .. كارثة!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي