الحوسبة السحابية وراء تطور شبكات الأجيال الثلاثة

الحوسبة السحابية وراء تطور شبكات الأجيال الثلاثة

الحوسبة السحابية وراء تطور شبكات الأجيال الثلاثة
الحوسبة السحابية وراء تطور شبكات الأجيال الثلاثة
الحوسبة السحابية وراء تطور شبكات الأجيال الثلاثة

شهدت التقنيات المحمولة الكثير من التطورات وأصبحت جزءا من حياتنا اليومية بفضل تحويلها إلى منتجات تجارية تستخدم على نطاق واسع، ولكنها لا تزال مصطلحا غامضا بعض الشيء بالنسبة لكثير من الناس. فهي تجمع العديد من التقنيات المختلفة تحت مظلة واسعة جدا، مثل الاتصالات والأجهزة والبرمجيات الجوالة.

وأدى تطور الحوسبة الجوالة على مدى العقد الماضي إلى ظهور عدد كبير من الأجهزة التي تجعل حياتنا أسهل، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وكومبيوترات "ألترابوك" Ultrabook، وكلها تقدم للمستخدمين تجارب أكثر غنى وديناميكية بما توفره من قوة معالجة أكبر وعمر بطارية أطول ومجموعة خدمات أوسع من أي وقت مضى.

كما سمح تطور الحوسبة الجوالة أيضا بتطوير أجيال جديدة من شبكات الاتصالات الجوالة، بما في ذلك شبكات الجيل الثاني 2G والجيل الثالث 3G والجيل الرابع 4G LTE "التطور طويل الأمد".

وتوفر شبكات 4G LTE للأفراد والشركات سعة أفضل وعرض حزمة أكبر، أي سرعات أعلى في تناول البيانات، فضلا عن تطوير تجربة المستخدم وزيادة الكفاءة والمرونة.

#2#

ولا تقتصر فوائد التقنيات الجوالة فقط على مستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وكومبيوترات "ألترابوك"، فلها تأثير أوسع بكثير، حيث إنها توفر للناس في المناطق النائية والبلدان النامية إمكانية تلقي خدمات الرعاية الصحية المتنقلة، والاستفادة من الخدمات المصرفية الجوالة، ما يترك أثرا ملموسا في حياة عموم الناس.

الجهاز المتنقل

ويتمحور مفهوم الجهاز المتنقل أساسا حول توفير منتج ليس أصغر حجما فقط، بل يتمتع بقوة حوسبة أكبر وعمر بطارية أطول. وكانت "إنتل" القوة الدافعة وراء تطوير فئة كومبيوترات "ألترابوك"، وهي الأجهزة الأمثل للاستجابة السريعة وخفة الوزن والقدرات الذكية.

وتطورت هذه الفئة من الكومبيوترات وأصبحت تتمتع بشاشات تعمل باللمس وتصاميم مبتكرة قابلة للتحويل، من أجل توفير تجربة استخدام طبيعية وأكثر بساطة، وباتت تقدّم جهازين في واحد: كومبيوتر محمول، وجهاز لوحي، تبعا لمناسبة الاستخدام ومتطلبات المستخدم، وبالتالي فهي تتيح كلا الغايتين: إنشاء المحتوى، والاطلاع على المحتوى.

وعلى نحو مشابه، تعتبر الهواتف الذكية أفضل مثال عن التقنيات المحمولة، وقد أضحت من بين الأدوات الأساسية التي لا غنى عنها سواء للعمل أو التسلية.

وشهد عام 2012 إطلاق أول هاتف ذكي يعمل بتقنيات "إنتل" ويحمل شعار Intel Inside في عدد من الأسواق الرئيسة الأسرع نموا، وستتبعه العديد من الأجهزة الأخرى خلال الجزء الأول من عام 2013، حيث تواصل الشركة بذل استثمارات كبيرة في تطوير معالجات إنتل أتوم Intel Atom مصممة خصيصا للهواتف الذكية. وتمنح هذه الرقاقات الهواتف الذكية أداء استثنائيا، دون الإفراط في استهلاك الطاقة والتفريط في عمر البطارية، ما يوفر تجربة استخدام رائعة.

#3#

ومن بين التطورات الأخرى في مجال التقنيات الجوالة يبرز موضوع تطوير منتجات مبتكرة تستفيد من الشبكات الجوالة الحديثة، مثل 4G LTE والتقنيات التي تعتمد على تطورات جديدة في الحوسبة الجوالة، مثل الاتصالات بين الأجهزة Machine to Machine M2M.

حيث تتيح هذه التقنيات للأجهزة التواصل مع بعضها من خلال نقل البيانات عبر الشبكات السلكية واللاسلكية، وهو ما قد تستفيد منه قطاعات أعمال عديدة، مثل صناعة السيارات والرعاية الصحية، حيث تمكّن المستخدمين مثلاً من رصد سيارتهم، أو الاطلاع مباشرة على ملفاتهم الصحية عن بعد.

ما سر انتشار الأجهزة المحمولة؟

تعاظمت شعبية الأجهزة المحمولة في الآونة الأخيرة، لأنها توفر لنا مجموعة من التجارب والمنافع الجديدة التي نتمتع بها أثناء تحركاتنا، سواء كانت التجارب الإبداعية والآسرة، أو الوظيفية والإنتاجية. وفي البلدان النامية حول العالم، تتيح الأجهزة المحمولة للناس الوصول إلى معلومات لم يسبق لهم تناولها، فضلاً عن توفير خدمات أساسية تغيّر حياتهم للأفضل.

ففي إفريقيا، على سبيل المثال، قفزت نسبة انتشار الهاتف الجوال من 2 في المائة في عام 2000، إلى ما يقدر بـ 73 في المائة في عام 2012، وهو ما يمثل نحو 735 مليون مستخدم.

ومن المتوقع أن تصل تلك النسبة إلى 85 في المائة في السنوات الثلاث المقبلة، ما يعني ارتفاع أعداد المستخدمين في تلك القارة إلى 910 ملايين بحلول عام 2015. وذلك حسب المؤتمر العالمي للتقنيات النقالة البرنامج الوزاري 2012، تقرير "الفرص المتاحة في إفريقيا والشرق الأوسط" الذي عقد في برشلونة، 28 شباط (فبراير) 2012.

التقنيات الجوالة في عصر الحوسبة السحابية

وفي عالم الشركات، يعتبر إيصال الخدمات والمحتوى عن بعد وبشكل فوري أمرا في غاية الأهمية. ولذلك، فإن الجمع بين الأجهزة الجوالة وتقنيات الحوسبة السحابية هو تطور منطقي في مجال التقنيات الجوالة في قطاع الشركات والأعمال. ومع أن حلول الحوسبة السحابية لا تزال في مراحلها الأولى في المنطقة، إلا أنها تمثل فرصة هائلة أمام الشركات للوفاء بوعود الابتكار ورفع مستوى الخدمات المقدمة لموظفيها وزبائنها من خلال قابلية التوسع والمرونة وتحقيق عائدات استثمارية أفضل.

ومع نمو قاعدة التقنيات الجوالة بفضل أجهزة مثل الهواتف الذكية، أصبحت فوائد الحوسبة السحابية وفعاليتها أكثر وضوحا، حيث إنها تتيح تخزين وتبادل واستهلاك الموارد والبيانات بشكل أكثر سرعة وسهولة، وبتكلفة أقل بكثير.

إذن، ماذا بعد؟

لقد غيّرت التوجهات الحديثة، مثل التقنيات الجوالة، ونموذج "أحضر جهازك الخاص"، والحوسبة السحابية، مشهد تقنية المعلومات إلى الأبد بالنسبة لكلٍ من المستهلكين والشركات.

وبفضل الأجهزة الجوالة، يتمكن المرء اليوم من الحصول على خدماتٍ عديدة عن بعد، ومن أي مكانٍ تقريباً في العالم، من خلال جهازٍ صغيرٍ يحمله في راحة يده، سواء كانت خدمات مصرفية، أو رعاية صحية، أو لمجرد الاطلاع على معلومات تهمه.

وأدى توسّع التقنيات الجوالة إلى ظهور بنى تحتية أكثر تعقيدا للشبكات، حيث تسعى الشركات للتكيّف ومواجهة زيادة متطلبات الموظفين، والعملاء "سواء كانوا شركات أم أفرادا".

ومع انتشار نموذج "أحضر جهازك الخاص"، أصبحت الحوسبة السحابية الطريقة الأكثر فعالية للمشاركة الآمنة للمحتوى عبر الشبكات في أنحاء العالم.

ولكن ماذا يمكننا أن نتوقع في المستقبل؟ يقول المحلل "كريس مارش" من مجموعة "يانكي لأبحاث السوق": إن البيانات التي بين يديه تُظهر أن الناس يفضلون استخدام الكومبيوترات المحمولة على الكومبيوترات المكتبية، والهواتف الذكية على الأجهزة اللوحية، للقيام بنطاق واسع من المهمات، مثل الخدمات المصرفية الجوالة والتواصل الاجتماعي.

أما نموذج "أحضر جهازك الخاص"، فمن المرجح أن يحقق مزيدا من القبول والانتشار، وأكثر من نصف الشركات ستنظر إلى الحوسبة السحابية كمصدر حيوي وفعّال لنشر التطبيقات الجوالة.

الأكثر قراءة