أغلى المواد في العالم

هناك أشياءٌ كثيرة لا نستطيع منحها قيمتها الحقيقية لما تتمتع به من مزايا أو لتعدُّد استخداماتها أو لندرتها، ورغم أن بعض هذه الأشياء فاقت قيمتها الخيال إلا أنها تظل أثمن! ويتربع على عرش قائمة المواد الأغلى ثمناً المادة ''المضادة للمادة'' إن جاز التعبير أو antimatter. واعتقد العلماء لزمن طويل أنها غير موجودة في محيطنا وإنما في أعماق الكون، وإن وجدت فبكميات قليلة جداً، لذا عمل العلماء على تصنيعها، وبلغت تكلفة إنتاج الجرام الواحد منها 62.5 تريليون دولار وأقصى مدة استطاع البشر الاحتفاظ بها هي 15 دقيقة، واكتُشفت عام 1932 من قِبل العالم ''كارل أندرسون''، وأخيراً اكتشفوا أنها موجودة في الشمس وينتج عن تكونها طاقة تكفي العالم لسنوات! فسبحان الله فيما أبدع.
ويأتي في المرتبة الثانية العنصر 252 أو ''الكاليفورنيوم'' وتم اكتشافه مصادفة بعد تفجير أمريكا للقنبلة الهيدروجينية في جزر أنوتيك في المحيط الهادي، وتخيل أنه لا يمكن صناعة إلا 200 ملليجرام منه سنوياً! كما أن الجرام منه يكفي لمفاعل ذري بالغ الدقة والقليل منه يطلق سيلاً من النيترونات يستمر لمدة سنتين ونصف السنة قبل أن يختفي!
وفي المرتبة الثالثة يأتي الألماس وسعر الجرام الواحد 55 ألف دولار، أما المرتبة الرابعة فيحتلها العنصر المشع ''التريتيوم'' المستخدم في إشعال وإطلاق القنبلة الهيدروجينية.
ثم يتبعها الحجران الكريمان ''التافيايت'' و''البيانتيت'' أو الألماس الأحمر، ولا يوجد إلا في بورما ''مينامار'' التي يتعرّض شعبها للاضطهاد.
ثم تأتي في المراتب اللاحقة المواد المخدرة وأغلاها عقار الـ LSD المُهلوس الذي تم اكتشافه مصادفة، حيث أدى تلوّث يدَي مكتشفه إلى إصابته بالصداع ونوبات من الحزن والفرح وهلاوس سمعية وبصرية، والغريب أن يكون هو أول مَن أدمن عليه! ولك أن تعرف أن ثلث جرام منه يقتل ''فيلاً'' لشدة حساسيته وتركيزه، واليوم يسعى العلماء لاستخدامه في علاج أمراض الأعصاب مستفيدين مما يسبّبه من آثار جانبية! ويأتي بعده الكوكايين والهيروين تباعاً.
وفي المرتبة الحادية عشرة قرن ''وحيد القرن'' ذو الوجه الحزين، وقد يكون سبب حزنه ما يعانيه من صيد جائر بسبب استخدام قرنه في صناعة المقابض والمنحوتات وعلاجه لبعض الأمراض المستعصية، كما يدعون في الطب الصيني، ما أدى إلى انقراض جماعات كاملة منه!
لذا يقوم المدافعون عنه بقطع قرنه الذي ينمو بعد سنتين مع الأسف.
ويقبع في ذيل القائمة ولكن مُنتشيا! الذهب الأحمر أو الزعفران الذي تظل قيمته لدى العرب أكبر من ثمنه الحقيقي، لأن طعم القهوة العربي ولونها لا يكتملان من دونه، وسر غلاء ثمنه طريقة زراعته وحصاده اليدويتان، كما أن خمسة كيلو جرامات منه تحتاج إلى 1200 زهرة لإنتاجها، والغريب أن القائمة لم تشتمل على سعر حبات الرمل فهي الأغلى اليوم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي