الألعاب السحابية تهدّد الأجهزة الإلكترونية .. و5 ميزات تقف في صفها
الألعاب السحابية تهدّد الأجهزة الإلكترونية .. و5 ميزات تقف في صفها
يزداد توجه العالم الرقمي نحو الحوسبة السحابية بشكل كبير ذلك لأنها تقدم خدمات مميزة بكلفة منخفضة على المستخدم، مع فتح أبواب لمزايا لم تكن ممكنة في السابق، وذلك بسبب التطور المستمر للمواصفات التقنية الخاصة بها، وتطوير لغات البرمجة بشكل يسمح تقديم خدمات إنترنت وبيئة افتراضية لكل مستخدم، مع ازدياد سرعة الاتصال بالإنترنت، وانتشار الأجهزة المحمولة.
ولعل الكثير من المستخدمين قد جربوا بعض الخدمات السحابية، مثل خدمات تخزين الملفات، والعمل المشترك على الوثائق وجداول الحسابات، ومواقع عروض الفيديو، وغيرها. ولكن هناك فئة مميزة من الخدمات متخصصة في الترفيه، هي الألعاب السحابية Cloud Gaming. هذه الألعاب ليست الألعاب البسيطة الموجودة في العديد من المواقع أو الشبكات الاجتماعية، ولكنها ألعاب متطورة تتطلب مواصفات متقدمة جدا لتعمل، ومساحات تخزينية كبيرة كذلك، وهي الألعاب نفسها التي يمكن تثبيتها على كومبيوتر المستخدم.
ويكمن الفرق في أن المستخدم ليس بحاجة إلى تجهيز كومبيوتر بمواصفات متقدمة لتشغيل تلك الألعاب، مثل بطاقات الرسومات عالية الأداء، أو حجم ذاكرة كبير جدا، أو حتى معالجات متفوقة، حيث يحتاج إلى جهاز متصل بالإنترنت (مثل الكومبيوتر المكتبي، أو المحمول، أو الهواتف الجوالة، أو مشغلات الموسيقى والوسائط المتعددة) ومتصفح للاستمتاع بتلك الألعاب. السر هنا هو أن الشركة المقدمة لخدمات الألعاب السحابية تستخدم أعدادا ضخمة من الأجهزة الخادمة عالية الأداء، وتقوم بتثبيت الألعاب عليها بشكل كامل، وتعمل تلك الأجهزة الخادمة بمعالجات متقدمة جدا متوافقة مع المعالجات المطلوبة للعب بتلك الألعاب الإلكترونية.
وبمجرد أن يتصل المستخدم بتلك الأجهزة الخادمة (من خلال اشتراكات مختلفة مع الشركة المزودة للخدمة)، سيعرض متصفحه اللعبة ويسمح له بالتفاعل معها. وتدور جميع العمليات الحسابية الخاصة باللعبة على الأجهزة الخادمة السحابية، بينما يكون دور كومبيوتر المستخدم هو عرض الصورة على شكل فيديو تفاعلي يسمح للمستخدم الضغط على الأزرار أو أداة التحكم لإرسال الأوامر إلى الأجهزة الخادمة عبر الإنترنت، لتعالجها تلك الأجهزة وتعكس نتيجتها على عالم اللعبة، وتعرض الأثر أمام المستخدم.
6 ميزات
تقف ست ميزات في صف الألعاب السحابية لتهدد بذلك الأجهزة الإلكترونية للألعاب التقليدية، فالأولى لا تحتاج إلى تجهيزات خاصة في المكونات الداخلية.
إن إحدى أهم ميزات الألعاب السحابية تكمن في التخلص من الهاردوير المرتفع الثمن ككرت الشاشة أو منصات الألعاب التقليدية كالـ Xbox مثلا بحيث كل ما تتطلبه الألعاب السحابية هو جهاز خفيف يملك مواصفات متواضعة مزودة بخط إنترنت سريع، فكل ما سيقوم به هذا الجهاز هو عملية استقبال، فيديو لهذا نجد مصطلح مثل streaming box للتعبير عن هذا الجهاز.
وتأتي الميزة الثانية في استمرارية اللعب بغض النظر عن نظام التشغيل، لطالما عانى العديد من مستخدمي نظام اللينكس والماكنتوش من عدم توافر العديد من الألعاب على هذه المنصات، والسبب منطقي جداً للشركات فلم تقم بزيادة تكاليف صناعة أي لعبة فيديو على نظام تشغيل لا يملك حصة سوقية كبيرة كما هو حال الويندوز.
كما تسمح الألعاب السحابية للألعاب بالعمل على جميع المنصات المختلفة، فسواء كانت اللعبة تتطلب نظام Mac , Linux , Android, IOS , Chrome OS , Windows RT أو أي نظام تشغيل آخر، فإن المستخدم سيكون قادرا على تشغيل هذه اللعبة.
وتأتي ثالث الميزات في التكامل مع أجهزة التلفاز الذكية Smart TV، ويمكن لمصنعي أجهزة التلفاز الذكي أن يستفيدوا من خدمات الألعاب السحابية كي يتم تضمينها في منتجاتهم. فكما تناولنا منذ قليل لن نحتاج إلى جهاز يملك هاردوير قوي للمعالجة، فأي جهاز تلفاز TV مع البرامج المناسبة يمكن أن يتحول إلى منصة ألعاب. بعض الأجهزة حالياً تتضمن مثل هذه الميزة وليس الأمر بعيداً عن الواقع.
أما رابعا، فيأتي اللعب المباشر بين اللاعبين، فبعض الألعاب تتطلب تنصيب قرابة 10 جيجا بايت من وحدات التخزين وبعضها يتطلب أكثر من ذلك، بينما ستوفر خدمات الألعاب السحابية كمّاً كبيرا من المساحات المحجوزة للألعاب حتى يمكنك البدء في اللعب فوراً دون تنصيب، بحيث يكون مخدم الألعاب قام بتنصيب اللعبة مسبقاً.
وأخيرا الحماية من القرصنة، فعندما يتم الانتقال الكلي للألعاب السحابية فإنه من المستحيل بقاء ظاهرة قرصنة الألعاب على قيد الحياة، الأمر الذي يجعل الألعاب السحابية جذابة بشكل كبير للناشرين ولكن ليس للاعبين أنفسهم خاصة العرب.