هاكرز جزائري يخترق بوابة «الثقافة والإعلام» ويسقط مواقع القنوات الفضائية

في تصرف مسيء لا يمثل إلا الشخص ذاته الذي نفذه، بغض النظر عن دولته أو الجهة التي ينتمي إليها، قام مخترق من دولة خارجية بتعطيل موقع وزارة الثقافة والإعلام في ساعة مبكرة من صباح أمس، وتعطل على إثرها عمل ثمانية مواقع أخرى تابعة للوزارة مرتبطة جميعها ضمن الموقع الرئيسي وتُفتح روابطها من واجهته الرئيسية، وجميع هذه المواقع تم استضافتها على خادم واحد، ولهذا تأثرت وتوقفت عن العمل، وتبدو في واجهة الصفحة رسالة تعذر الوصول إلى شبكة الموقع، ومنها: الرياضية، الإخبارية، إذاعة القرآن، مركز الملك فهد الثقافي، أم القرى، والقناة الأولى.

#2#

وكان الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، وزير الإعلام السعودي قد صرح في وقت سابق لوسائل الإعلام حيال اختراق المواقع والعبث بها، وقال إن اختراق المواقع الحكومية اعتداء على أمن الدولة، وأوضح أن نظام الجرائم المعلوماتية يعاقب كل من يخترق المواقع الخاصة أو الحكومية، وإن مرتكبي هذه الاختراقات سيكتشفون عاجلا أم آجلا.

وأضاف: "هذه الأفعال لا تجوز خُلقا ولا قيما، ونحن لا نقبل هذا تماما، ومن يقم بهذا العمل فسينال عقابا شديدا"، لافتا إلى وجود قانون دولي يحظر هذه الأعمال.

وأوضح الدكتور عبد العزيز بن سلطان الملحم، وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للتخطيط والدراسات والمشرف العام على تقنية المعلومات بالوزارة أن الاختراق تم في الساعة 1:16 بعد منتصف ليل أمس، وكانت هناك ثلاث محاولات قبلها من داخل المملكة ومن إيران ومن كندا، والأخيرة ما تم تناقلها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا توجد أضرار تذكر على المعلومات بخلاف التعطل الذي حصل للمواقع.

وحول ما إذا حدد مصدر الهجوم ومعلومات عنه، أفاد الملحم أنهم يعملون الآن من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بشكل دقيق لتجديد هذه المعلومات. وعلق حول الحادثة على أن هذا النوع من الاختراقات من الصنف الدارج، وهي محاولات معروفة في عالم الهاكرز وعادة ما يقوم بها الهاكرز المبتدئون.

وبشأن ما إذا كان هناك قصور تقني في نظم الحماية بالموقع أدى إلى اختراقه، يقول المشرف العام على تقنية المعلومات، إنه لا يوجد أي قصور، ولكن لا بد أن تعلم بأن الوزارة الآن انبثقت منها عدة هيئات، وكنا نعمل على عمليات الفصل في البنى التحتية لتقنيات المعلومات، وكان هناك تحديثات أثناء عمليات الفصل، وهذا ما أدى إلى أن يتم هذا الاختراق أثناء هذا الوقت الذي كنا نظن أنه وقت بعيد عن نشاط المخترقين خاصة أن ثلاث محاولات سابقة قد تم صدها.

وعن الإجراءات القادمة حيال الوضع لمعالجة المشكلة الحالية لاختراق مواقع الوزارة أشار الدكتور الملحم إلى أن البنية الأساسية لتقنية المعلومات قوية في الوزارة وكذلك الهيئات المنبثقة منها، ونحن نعمل ضمن المعايير القياسية لإجراءات أمن المعلومات في منظومة الحكومة الإلكترونية في المملكة.

من جهة أخرى بحسب متخصصين في أمن المعلومات يعتقد أن الاختراق قد نفذ على سيرفر واحد يضم تسعة مواقع، وهذا واضح من واقع تعطلها جميعها في اللحظة نفسها؛ وتم العبث بصفحاته الرئيسية وبعض المعلومات الداخلية، ووضع المخترق على واجهة الصفحات لموقع الوزارة الأساسي المخترق صورة للعلم الجزائري ورموز ربما تمثل شخصية المخترق وهي:Hacked by DZ27، مع إيميل خاص به من بريد لايف التابع لـ "مايكروسوفت" ومسجل على النطاق الفرنسي.

والواضح أن التجهيزات الخاصة بالمواقع المخترقة لا يتم متابعتها والتصرف معها عن بعد لحل أي مشكلات على الفور عندما تطرأ عملية اعتداء مثل التي حصلت البارحة، وقد تكون الصلاحيات الممنوحة للدعم الفني محدودة للتعامل مع المشكلة وعلاجها عن بعد.

وهناك احتمالات واردة، أن يكون التعطيل مؤثر بقوة، بحيث لم يتمكن الدعم الفني من معالجة العطل بصورة سريعة، وقد يصل الأمر إلى أضرار مادية بالمكونات الأساسية للتجهيزات، وقد تتطلب إنفاقا ماليا على شراء معدات جديدة وتجهيزات أكثر جودة من الحالية، وتعتمد تقنيات متقدمة في الحماية وحفظ البيانات من التلف.

وكانت الرسالة التي تظهر عند محاولة فتح إحدى المواقع التابعة للوزارة تقول إنها مشكلة شبكة أو خطأ النطاق Network Error (tcp_error).