الخطوط السعودية في الرمق الأخير

تلويح الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، هذا الأسبوع، باتخاذ إجراءات لرد اعتباره كمواطن نتيجة لتصرفات الخطوط التي تعتز بخدمتنا يجب أن يكون رادعاً لإمعان الخطوط في الاستخفاف بالمسافرين.
هذه ليست أول مرة تبدي الخطوط استهتارها بالركاب. مَن منا لم يسمع عن تأخُّر رحلات الخطوط السعودية مئات المرات لأسباب عدة دون تقديم أي اعتذار. لكل منا تجربته المضحكة مع مؤسسة نقل عالمية لا ترقى للتنافس حتى مع النقل الجماعي. أما إذا تكرّم علينا موظف الخطوط بتبرير فهو غالباً ما يكون بسبب "عطل فني طارئ سيتم إصلاحه سريعاً"، وهذا يعني ساعات طويلة من الانتظار الممل.
معظم شركات الخطوط الجوية التي تحترم المسافرين توفر الضيافة والإقامة في حال تأخُّر رحلاتها كحد أدنى لتعويضهم عن الإرباك والإزعاج والتوتر نتيجة تغيير درجة المسافرين أو تأخيرهم عن مواعيد عمل أو التزامات أخرى. أما الخطوط السعودية فتكتفي بالصمت المطبق، وربما يتدفق كرمها بعلبة عصير لإرضاء المسافرين.
المنظر الذي اعتدنا عليه هو طوابير طويلة ومتشابكة بينهم كبار السن والأطفال أمام كاونترات الخطوط في مطاراتنا، بينما موظف الخطوط الذي لم يتلق التدريب اللازم للتعامل مع الحالات الطارئة في دوامة الراتب النحيل وساعات العمل الطويلة.
استهتار الخطوط السعودية بالركاب تعدى كل الخطوط الحمراء، حتى وصل الأمر للتعسف في المعاملة بكل صلافة وازدراء. بصراحة لا ألوم كل موظفي الخطوط، فمنهم مَن يحاول تبرير الموقف بلطف وهدوء، ولكن معظمنا مرَّ بتجارب مع موظفين آخرين لا يجيدون سوى الصراخ المحموم على المسافرين.
لن أتعرّض هنا لرئيس المؤسسة ولو أنه يجب أن يتحمّل المسؤولية كاملة. مضت بلا عودة أيام مَن أداروا الخطوط السعودية بعقود مع شركات أجنبية عملاقة حين نمت الخطوط وحققت أرباحاً معقولة لقاء تقديم خدمات جيدة في وقت كان عدد الموظفين لا يتعدّى 12 ألف موظف.
لا يهمني كمواطن الدخول في تفاصيل الشؤون المالية للخطوط وعلاقتها بوزارة المالية. لا تهمني الطريقة المحاسبية في إعداد ميزانية الخطوط أو دفع رواتب الموظفين وعقود توريد قطع الطائرات وعقود الفنادق لإسكان طاقم الطائرة وفواتير الوقود وغير ذلك. ما يهمني أن أحصل على خدمة جيدة في التنقل بين أرجاء الوطن. أما خارج الوطن، فلن أجازف بوضع التزاماتي بين أيدٍ لا تحترم الحد الأدنى من معايير الخدمة.
وصف الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ للخطوط بأنها "استمرأت المغالطات والضحك على الذقون"، حسب تقرير الزميلة "الوطن"، هو أقل ما تستحقه الخطوط السعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي