مبتكرات فكرية.. لرجال الفتح وجماهيره
اعتمدت حياة البشرية منذو الأزل على تطوير عقل الإنسان وحثه على التفكير والابتكار لكي يتمتع هذا المخلوق الصغير(الإنسان) بالحياة والرفاهية على سطح هذا الكوكب، نحن كمنتمين للوسط الرياضي أمامنا معجزة مبتكرة من أرض الأحساء سادها الهدوء فأبحر النواخذة نحو القمة ببساطة وأجبروا كل محب لرياضة كرة القدم على متابعة تفاصيل الحكاية خلال 26 جولة استطاع فتحي الجبال بأدواته المتواضعة رسم خريطة طريق تنسف كل من تقابله وتحرجه أمام محبيه فنسج ابن القيروان خيوط النجاح ورسم بارقة الأمل بأن الوصول إلى أعلى الهرم ممكن فسطر ملحمة شعرية كل بيت فيها أقوى من سابقه فظهرت صورة البطل وفرحة الأنصار باللقب الغالي قبل نهاية المشوار بعدد من الجولات، وكأن الجبال يؤكد بأن المدرسة التونسية ما زالت قادرة على العطاء وتقارع المدارس العالمية.
حتى صوت الجماهير الفتحاوية لم يصمت بل كان حاضرا في المدرجات خلف فريقه يرددون أعذب الأهازيج الشرقية، التي اهتزت معها المدرجات وحثت اللاعبين على العطاء فانعكس ذلك على أدائهم في الملعب وتولد الحماس والإصرار والرغبة في الفوز, فمن مباراة إلى أخرى يتزايد عدد الجماهير وتتزايد مطالبهم في تخطي الخصوم فتتضاعف النقاط ويرتفع سقف الطموح لدى المشجع البسيط ولعل ما شاهدناه من حضور جماهيري في مباراة الفتح والأهلي الأخيرة أذهل جميع المتابعين وكدت أتصور أن الفتح يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية على مستوى الخليج.
ربما أن هناك تساؤلا وأكثر من علامة استفهام تردد في الآونة الأخيرة بين الرياضيين؟ يا ترى من كان وراء نادي الفتح من الذي يدعمه، بل من هيأ الأجواء المناسبة لنجوم الفريق وجعلهم يركضون خلف كل النقاط ولا يفرطون بشيء منها من جولة إلى أخرى حتى وصلوا للهدف الأكبر وتحقق معه حلم بطولة الدوري رغم أن المشوار كان طويلا إلا أنه مع عزيمة الرجال أصبح قصيرا، كأن صدارة الدوري كانت تبحث عن فتح الأحساء صاحب الأفضلية في العديد من الفوارق الفنية والإحصائية بينه وبين منافسيه، إدارة المهندس عبد العزيز العفالق صححت عددا كبيرا من أخطاء المواسم السابقة وسارعت في توطين ولاء اللاعبين للتكتيك وأوامر المدرب مع المحافظة باستمرار على نشوة الفوز من مباراة إلى أخرى فارتفعت وتيرة الحماس أكثر فأكثر وارتقى معها سقف الطموح لدى الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، فأصبح الهدف الأول الوصول إلى دوري المحترفين الآسيوي، الذي لم يكن صعب المنال فتحقق لهم مبتغاهم في وقت مبكر بعدها أحسوا أن لديهم فريقا متكاملا يستطيع مواصلة المشوار والوصول إلى بطولة الدوري فلعب النجوم بروح الفريق الواحد روح التحدي، وبدأ المستوى يتصاعد من لقاء إلى آخر حتى تحول فارق الأربع إلى سبع نقاط ثم بطل لدوري زين السعودي لأول مرة في تاريخه.
هل سمعتم بضجيج الفتح أم قرأتم عن مهاترات وتراشقات إعلامية بينه وبين جاره ومنافسه التقليدي نادي هجر أو بين منسوبيه وأعضاء شرفه، ماذا كان موقف جماهير الفتح من ناديها بعد ستة القادسية الموسم المنصرم .. هل طالب باجتماع مع الإدارة أو أعضاء الشرف من أجل إبعاد المدرب أو رحيل الإدارة، ما هي مشاكلهم مع اللجان، ولماذا لم يكن لديهم مشاكل انضباطية أو احترافية أو تحكيمية ببساطة، لأن تركيزهم ومجهودهم كان داخل الملعب وليس خارجه، ولأن جماهيرهم تحب ناديها أكثر من انتصارها لذاتها.
هنيئاً للفتح ولمحافظة الأحساء والمنطقة الشرقية هذا الفكر الكبير الذي قاده نادي الفتح من صراع الهبوط من مؤخرة إلى بطولة الدوري رغم قلة الإمكانات المادية والجماهيرية والإعلامية.