Author

الجاذبية والطلب ينعكسان على أرباح قطاع الأسمنت في السوق

|
ارتفع عدد شركات قطاع الأسمنت من ثماني شركات ليصبح 13 شركة في مختلف مناطق السعودية. ويعد القطاع حاليا من أكثر القطاعات جاذبية بحكم الطلب المرتفع حاليا على المنتج والتوقعات باستمراره لفترة طويلة. نتناول هنا مؤشرات أدائية من وجهة نظر السوق ومن وجهة أداء الشركة ونحدد من خلالها الأداء والتوجهات المستقبلية. من المهم للمستثمر النظر إلى مجموعات المؤشرات الأدائية حتى يبني عليها توجهاته الاستثمارية وكيفية تحديد استراتيجيته الاستثمارية. فالميزة لمجموعات الشركات أن بعضها قديم وبعضها متوسط والبعض الآخر حديث، وهناك فروق بالتالي نابعة من عمر الأصول تؤثر في الربحية ومن الأسواق العاملة فيها فتعطي البعض ميزة على الآخر من زاوية تكاليف إضافية للوصول للأسواق. ونتناول هنا في تحليلنا مختلف المؤشرات في الشركات العاملة لإيضاح كيفية الاستفادة منها في اتخاذ القرار: المتغيرات المستخدمة تم استخدام ثلاث مجموعات من النسب، الأولى أدائية وتخص الربحية وقوتها في مواجهة حقوق الملاك والأصول، والثانية تشغيلية، والأخيرة تتعلق بنظرة المستثمرين والسوق تجاه الشركات، وتم استخدام 17 نسبة، ومن المهم النظر إلى أن التباين نابع من قوة الأداء والتقييم من طرف السوق. مؤشرات الأداء الربحي وتضم ستة أنواع من المؤشرات أولها هامش صافي الربح وهو يوضح المتبقي من كل ريال مبيعات بعد خصم كل المصاريف وأفضل نسبة متوافرة في أسمنت المدينة ثم الجنوبية ثم القصيم واليمامة، وأضعفها في الشمالية والعربية والجوف مع ملاحظة التباين بينها واختلاطها بين شركات جديدة وقديمة. فمن شركات تحقق أكثر من نصف ريال لريال ربح إلى ما هو أقل، وهذا يوضح لنا أن ربحية بعض الشركات (ذات الربح المنخفض) حساسة وأكثر مخاطرة من غيرها. كذلك لو نظرنا للعائد على الأصول وحقوق الملاك لوجدنا الأفضل هنا الجنوبية ثم القصيم والسعودية واليمامة (شركات قديمة) في حين احتلت المؤخرة العربية والشركات الحديثة التكوين. ولو نظرنا لنمو الربح والأصول وحقوق الملاك لوجدنا الجنوبية واليمامة وينبع والمدينة ( فقط في الربح فهناك زيادة رأسمال) والجوف وتبوك. الملاحظ أن هناك أسماء تتكرر في المقدمة وأسماء تتكرر في المؤخرة، ومنها نستطيع التفرقة من زاوية المخاطر المستقبلية لو ارتفع العرض على الطلب. مؤشرات التشغيل وهنا نهتم بحجم المصاريف المباشرة وغير المباشرة وتأثيرها على النشاط، وهي أربع نسب في مجموعها. والأعلى هامش ربح (الأفضل) هنا نفس مجموعتنا السابقة أسمنت المدينة والجنوبية والقصيم واليمامة والسعودية ونجران والأسوأ هنا الشمالية والعربية. وأعلى مصاريف هنا الشركات الجديدة مع العربية والأقل مصاريف هنا الشركات القديمة في غالبها. وكان معدل الدوران للأصول الأفضل في الجنوبية والسعودية والقصيم والأدنى هنا الشركات الجديدة. مؤشرات التقييم من المستثمرين وهنا تختلط مؤشرات الأداء بالسعر لنتعرف على القيمة النسبية لوجهة نظر السوق تجاه بعض مؤشرات الأداء وتمت الاستفادة هنا من سبع نسب. ونجد أن أكثر الشركات توزيعا للأرباح هنا الشركات القديمة كالجنوبية والسعودية والقصيم وينبع والجديدة مع بعض القديمة هنا في المؤخرة، ولكن من الإنصاف النظر لمؤشرين هنا، الأول مردود الربح الموزع، ونسبة الموزع للربح (نسبة الاحتفاظ هي هذه النسبة منقصة من المائة) والملاحظ أن أفضل مردود كان في أسمنت المدينة والقصيم والسعودية والجنوبية والباقية ليست بعيدة ، فالقطاع حقق أعلى من 5 في المائة كربح موزع لقيمة السهم للمستثمرين وهو مردود جيد. والملاحظ أن أعلى نسبة موزع هي الجنوبية (توزع 71.7 في المائة من الربح المحقق) ثم السعودية والمدينة ونجران والجوف. وهنا تعتمد على الاستراتيجية وحجم النمو المستقبلي، فكلما ارتفع الرقم دل على أن النمو المستقبلي محدود أو منعدم وقد ينظر له بسلبية. ومكرر الربحية وعائد السهم أيضا مؤشرات مهمة للمستثمر، فانخفاض مكرر الربح مؤشر على أهمية وتحسن فرص نمو السعر مستقبلا، خاصة إذا كان ربح السهم جيدا ومستقرا. ولو نظرنا لوجدنا أن أفضل مكرر ربح في العربية ثم اليمامة ثم ينبع وأعلاها في الجنوبية والجوف ونجران. وأكبر ربحية للسهم في الجنوبية والسعودية وينبع والقصيم. وربط الاثنين مهم في ظل التغيرات المستقبلية البعيدة وتذبذب العرض والطلب، فالشركات ذات ربحية السهم المرتفعة أقدر على مواجهة الذبذبات من الشركات ذات الربحية المنخفضة. وأخيرا القيمة الدفترية للشركة ومقارنتها بالسوقية نجد أن الأعلى قيمة دفترية هنا العربية ثم ينبع ثم الشرقية ثم القصيم، ولكن السوق أعطت تقييما أعلى لاستثمارات الجنوبية والسعودية والقصيم والجديدة بالطبع كان تقييمها أدنى. مسك الختام لا شك أن المؤشرات الخاصة بالربحية في تحديد السعر هي الأهم في السوق وفوق أي اعتبارات أخرى، وتؤثر في التقييم لأنها تعكس نوعا من الأمان من مخاطر الأعمال، وخاصة في ظل هوامش قوية كما وجدنا في قطاع الأسمنت.
إنشرها