الاتحاد السعودي لكرة القدم.. والانتقادات!!
يبدو أن العواصف النقدية الحادة هدأت بعض الشيء رغم أنها كانت مصدر قلق للمسؤولين في اتحاد كرة القدم السابق, كما أن الأقلام المثيرة للمشاكل اختفت هذه الأيام بعد نجاح العملية الانتخابية لاتحاد كرة القدم الجديد وذهب معها العديد من مبادئ التخوين والمؤامرات، التي كانت تثار لصالح ناد على آخر، ما أحدثت فجوة عميقة بين الشارع الرياضي والمسؤول عن اللعبة، خاصة عندما تدعم هذه الحملات بأعداد كبير من تغريدات التواصل الاجتماعي الساخرة، التي ليس لها طعم أو رائحة لتحكي الواقع المرير لمجتمع تنصل البعض منه من مكارم الأخلاق، التي أوصانا بها ديننا الحنيف، ولعل هذا النقد غير المقنن أودى بكرتنا السعودية إلى أدنى درجات التصنيف العالمي.
أتساءل هنا هل كان مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص معدوما في تلك السنوات، وتم إعادة الأوضاع إلى نصابها في مجلس الإدارة المنتخب أم أن هناك من ينفخ الرماد لتشتعل نيران التعصب بين منسوبي الأندية ويذهب ضحيتها معظم البسطاء من مشجعين وإعلاميين، أم أنها كانت حربا بين أعضاء الاتحاد السابق من المعينين والمنتخبين لإثبات الوجود والتنافس على المناصب والنفوذ على حساب نجاح المنظومة الرياضية، عموماً اختر ما شئت من تلك الاحتمالات، التي استعرضتها، وتأكد أن رياح التغيير في أي مكان لا بد لها من معارضين لا يتوافق هذا التغيير مع مصالحهم.
أود هنا أن أرسل رسالة محب لإخواني أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المنتخبين، الذين يمتلكون الخبرة الكافية والرؤية الثاقبة في تطوير كرة القدم السعودية والاستفادة من أخطاء الماضي التي كانت سبباً حقيقياً في نظرة المجتمع الرياضي لاتحادنا السابق بأنه اتحاد مؤقت يسير العمل لصالح حملته الانتخابية وهذا حدث عندما تم تغليب مصلحة النادي على مصلحة الوطن كما يشعر بذلك المتابعون، ولعل من أبرز أسباب الفوضى الإدارية، التي تعاب على أمانة اتحاد الكرة العمل الإداري الروتيني في إنجاز المعاملات بسبب التأخر في استخدام التقنيات الحديثة، خاصة في قضية تسجيل اللاعبين، الذي يتطلب وجود مسؤول الاحتراف لمتابعة تسجيل اللاعبين قبل نهاية الفترة، فبدلاً من إضاعة الوقت في متابعة معاملات النادي في الاتحاد وتكبد عناء السفر من مقر النادي إلى الرياض يجب أن يكون العمل الإداري في الأمانة إلكترونيا، سواء في الرد على تساؤلات الأندية أو لحظة التعديل في اللوائح أو المسابقات أو التسجيل أو حتى العقوبات.
أخشى ما أخشاه أن يكون سقف الطموح عند معظم أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي المنتخب هو الوصول إلى اتحاد الكرة، والبحث عن الوجود في المناسبات الرياضية دون تقديم أي عطاء ملموس يجعل من العضو عضوا فعالا يقود معول التغيير ويصارع من أجل رفعة الكرة السعودية، ويلقي بجلباب ناديه خلف ظهره، ويشعر بأنه محسوب عليه أي تجاوز غير نظامي في أي وقت أو مكان مع احتفاظه التام بأسرار وأخبار الاجتماعات، التي يتم فيها اتخاذ قرارات حاسمة، وأن يتبع الحياد في مجمل القضايا، التي يتم عرضها في جدول الأعمال ليكتسب احترام زملائه الأعضاء ومنسوبي الأندية، ووسائل الإعلام مع بذل المزيد من الجهد في أي مهمة تسند إليه لتحقيق نجاح شخصي وللوطن.
كأس ولي العهد بين الهلال والنصر
تشتعل المنافسة بين الأشقاء في أقوى ديربي على مستوى الخليج بين الهلال والنصر، وتنتظر الجماهير العربية أن يقدم الفريقان مستوى يليق بسمعة الكرة السعودية، فالهلال الباحث عن مستوياته المبهرة غاب هذا الموسم، وتذبذب مستواه كثيرا رغم أنه يحتل المركز الثاني في الدوري، وتعول جماهير الزعيم أن تكون العودة عبر بوابة النصر، خاصة أن جماهيره اعتادت على بطولة كأس ولي العهد، وكأنها ماركة مسجلة له، أما النصر المتجدد بحيوية الشباب ونشوة الانتصارات فهو يطمح في ألا يفرط في فرصة الديربي النهائي ويصالح جماهيره بالفوز على الهلال، خاصة أن لاعبي النصر قد كسروا الحاجز النفسي في مباريات الهلال والنصر، ويتطلعون لتكرار السيناريو وتحقيق البطولة، التي غاب عنها العالمي لسنوات فمن يحقق لقب ولي العهد.