النعوش الطائرة.. ودماء على الأسفلت

هذا العنوان أصلا لفيلم.. ولكن الفيلم تحول إلى حقيقة في شوارعنا.. حوادث.. حوادث.. حوادث.. كل يوم.. بل كل ساعة حادثة، أرواح تذهب.. وخراب يتم.. وأمهات ثكلى.. وزوجات تترمل.. وأبناء ينشأون يتامى.. فإلى متى؟!
حسب الإحصاءات المتوافرة، فإن الشباب هم وقود هذه الحوادث القاتلة، حيث تزهق أرواحهم على طرقات المملكة في أنحاء البلاد كافة، لا فرق بين مدينة وأخرى، وقرية وأخرى، الكل في الحوادث المرورية سواء. إن زيادة ارتفاع حوادث السيارات أصبحت من أكبر الهواجس التي تنتاب الأسر، خوفا على أبنائهم، وعلى أنفسهم، وهذه الحوادث المرورية، وارتفاع نسبتها تسبب أيضا الكثير من المتاعب للجهات المعنية، مثل المرور، وأقسام الطوارئ بالمستشفيات، ناهيك عن التكلفة العالية المادية التي تخلفها هذه الحوادث، بجانب خسارة الأرواح، وأيضا هناك نسبة كبيرة من الإصابة بإعاقات دائمة، تكلف الكثير وتتطلب رعاية دائمة للمصابين، والمؤسف أن المملكة تأتي اليوم في مقدمة الدول من حيث عدد حوادث السيارات، وعدد القتلى الذى يرتفع سنويا، حيث تجاوز الرقم سبعة آلاف قتيل سنويا، وآلاف الجرحى والمصابين بإعاقات حوادث المرور، مثل الشلل، وفقدان الأعضاء، وما في حكمها ـــ يا لطيف ـــ والمحزن أن نسبة كبرى من هؤلاء الضحايا أبرياء، ولكن تهور الآخرين في القيادة وعدم التقيد بأنظمة المرور والسرعة الزائدة كانت وراء ما حدث لهم فقط لتواجدهم في الوقت والمكان غير المناسبين. ومن الملاحظ أنه ترتفع نسبة حوادث السيارات من قبل "صغار السن" الذين لا يحملون رخص قيادة، ويمارسون "التفحيط" والحركات الخطرة على الطرقات، ولا بد لإدارة المرور من ملاحقة هؤلاء وتطبيق أقسى العقوبات عليهم، وعلى الأب الذي سمح وأعطى لابنه أداة قتل وإصابة الآخرين طالما أن الابن تحت السن القانونية للقيادة.
إن التساهل مع هؤلاء المتهورين على الطرقات والتساهل في إنزال أقسى العقوبات يسهمان كثيرا في ازدياد حوادث السيارات القاتلة أمام هذه الحقائق والوقائع والنتائج المؤسفة، لا بد من وقفة من قبل الجميع، بداية من أولياء أمور الشباب، وفي المدرسة، وفي المسجد، وطبعا من الجهات المعنية، من إدارة المرور، على مستوى المملكة.. ولعل التوجه إلى الإعلام بصورة يومية ومستمرة من خلال حملة توعية عن كيفية السلامة على الطرقات، وتجنب الحوادث ورفع نسبة الوعي بالمخاطر الحقيقية التي يتسبب فيها استمرار نزيف الحوادث المرورية مطلوب لمواجهة هذه الظاهرة بتوعية وحزم ضد كل متهور يعرّض حياته وحياة الآخرين للخطر.. نحتاج إلى وقفة حازمة من كل من يهمه الأمر، ونعود إلى ما قرأناه.. ونسأل إلى متى؟!.. وهل تبقى مشكلة المرور بلا حل؟.. إذن لماذا شرطة المرور وليست وحدها؟! ولكن كلُّ مُسؤول عن النعوش الطائرة التي نسميها سيارات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي