البشكة 2

قبل نحو شهرين من اليوم تحدثت عن البشكة التي أحضرها تقريباً أسبوعياً، كما تحدثت عن المعنى الدارج للبشكة في الحجاز، وتنوع الأشخاص في البشكة الواحدة وتعدد ثقافاتهم، والتي على الرغم من علوها عند أغلب الحاضرين في (بشكتى) إلا أن التعصب والانتماء الكبير للأندية كان مسيطراً على أحاديث البشكة بشكل تام وغير صحي تماماً، وهنا أسرد بعض الأحاديث التي كانت في الفترة الماضية.
البداية من بعد مباراتنا أمام العراق، حيث تحدث زميلنا الاتحادي قائلاً "هذا ذنب المسكين نايف هزازي، المدرب سمع كلام اللي معاه واختار عليه ناصر الشمراني (لاعب النادي) وكمان جاب عيسى المحياني (رديف الأهلي) وكحلها بمحمد السهلاوي اللي النصراويين أنفسهم غير مقتنعين فيه". هنا تعالت أصوات الشباب، وكان أعلاها صديقنا النصراوي الذي اعترض قائلاً "يا أخي السهلاوي اللي مو عاجبك هداف الفريق النصراوي في الدوري وأغلى لاعب سعودي.. وبعدين ليش ما اتكلمت على ياسر اللي رجع للمنتخب بالتليفون؟"، قاطعه الاتحادي "يا أخي، لو سمحت بالجوال.. ترى الناس تطورت"،
هنا تحدث أحد زملائنا المعروف بهلاليته وقال "محد ذابحكم قد ياسر يا جماعة، تراه الهداف السعودي للهلال للموسم الحالي، وكمان هو الكابتن الأساسي للمنتخب، وأحسن لاعب في آسيا و.."، ووقتها قاطعه زميلنا الأهلاوي قائلاً " بس هو بنفسه اعتزل اللعب الدولي قبل فترة وتراجع الآن مع كأس الخليج، ورجع للمنتخب علشان ما يكون الكابتن حق المنتخب أهلاوي (أسامة هوساوي)"، رد الهلالي "بس ترى أسامة رفض الكابتنية هو وأسامة المولد كمان".
وبعد مباراة اليمن بدء الهلالي بالكلام قائلاً "بصراحة هدف ياسر اليوم يذكرني بهدفه في مرمى الاتحاد نهاية الدوري قبل خمسة مواسم، لما فاز الهلال بالدوري بفوزه بتلك المباراة"، تجاوب الاتحادي بالرد "يا عمي الله يرحم أيام المباريات المؤجلة ومساعدة التحكيم وغيره.. واليوم الحمد لله ولدنا فهد المولد سجل هدفا علشان يكون سجل مع كل المنتخبات السعودية من صغيرها لكبيرها"، تدخل الأهلاوي قائلاً "يا فرحتي بفهد اللي سجل مع كل المنتخبات، الله يسامح الإصابة اللي ما خلّت مصطفى بصاص يلعب كان شفتوا اللعب على أصوله زي ما سوى في الاتحاد بالضبط وهدفه الأسطوري"، عندها مال إلى جنبي صديقي النصراوي هامساً لي بالسؤال التالي: "هو ريكارد إيش فيه على إبراهيم غالب؟ ليش ما عطاه فرصة إلى الآن؟".
بعد مباراة الكويت للأسف لم أكن متواجداً مع البشكة نتيجة تواجدي بالبحرين للتعليق على نفس المباراة، ولكني على ثقة أنني لم يفتني شيء من أحاديث الشباب على الرغم من أنها مملة ومتعصبة ومحصورة حول لاعبي الأندية فقط كل حسب ميوله وتشجيعه، وعلى نفس المنوال القنوات الفضائية التي اتخذت من الجمهور السعودي المتعصب (على الأغلب) بضاعة لترويج الإشاعات وبث الأفكار والأوهام التي تفتك بالمجتمع وتنتهي بالفتنة والفرقة بين أفراده، بسبب ألوان الأندية وبسبب مذيعيهم ومعلقيهم ومحلليهم أصحاب البحث عن الشهرة والأهمية التي لم يجدوها إلا عند الجمهور السعودي من أصحاب الفكر التعصبي أعلاه.
اليوم تنتهي دورة الخليج ونهائي بين الإمارات والعراق، نتمنى لهم التوفيق. واليوم تنتهي دورة الخليج وضحاياها مبدئياً باولو أتوري مدرب قطر وفرانك ريكارد مدرب السعودية. وعموماً "ياما في دورات الخليج مظاليم".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي