القدوة الحسنة لرواد الأعمال

لا يخفى على الجميع الاهتمام الواضح والدعم الحكومي السخيّ الذي يحظى به رواد الأعمال في شتى المجالات لنشر ثقافة العمل الحر وتشجيع الشباب في الاندماج في السوق كصاحب عمل بدلاً من باحث عن العمل. ولتأسيس مشروع صغير قابل للنمو ثم التوسع والانتشار، قد لا تكون الفكرة المعيار الرئيس للنجاح في المشروع، وليس للتمويل دور في ذلك، ولكن ما يهم رواد الأعمال المحتملين هو الاطّلاع على التجارب السابقة الناجحة والملهمة لأصحاب المشاريع القائمة، وذلك من خلال مشاركة وتوثيق قصص النجاح، مما سوف يساعد في خلق نموذج يجسد القدوة الحسنة للشباب المبتدئين في العمل الحر، والذين يتطلعون إلى التعرف على كيفية تغلب من سبقوهم في العمل الحر والتحديات والأزمات خلال مشوارهم العملي الشاق آنذاك.
بطبيعة الحال، مشاركة وتوثيق قصص النجاح الملهمة ونشرها بين الشباب تساعد في تأهيل الشباب لتقبُّل العمل الحر والانخراط فيه والتقليل من التردد الذي يسبق اتخاذ القرار، خصوصاً في ظل احتدام المنافسة، التي يصعب فيها التميز في قطاع الأعمال. ولعل أهم أسباب عزوف وتخوف الشباب عن تأسيس عمل حر تكمن في ترويج القصص المحبطة، وبالأخص صعوبة منافسة الوافد بسوق العمل، على سبيل المثال، أو بيروقراطية الأنظمة والتشريعات التي تعيق المؤسسات الناشئة، التي يسودها تكوين الانطباعات السلبية بما يتناقله الشباب قبل الشروع في البدء بالعمل الحر.
وعندما نسلط الضوء على القائمة الصادرة مؤخراً من مجلة فوربس الشرق الأوسط، التي تضم أكثر من 36 ثريا عربيا، يندر أن تجد بين الأسماء المذكورة قصص نجاح تم توثيقها ومشاركتها لرواد الأعمال المبتدئين، الذي يجسد القدوة الحسنة الملهمة. ولكي نصبح منصفين، ثمة من شارك رواد الأعمال الشباب بقصص النجاح والتحديات والدروس المستفادة والعبر، وتقديم الإرشاد والمشورة، كأمثال الشيخ سليمان الراجحي وغيره من رجال الأعمال المخلصين للوطن.
وفي خلاصة القول: إن ما يحتاجه رواد الأعمال قبل الإقدام على العمل الحر في ظل عدم اليقين هو تجسيد القدوة الحسنة من خلال إثراء المحتوى العربي والمشاركة في توثيق قصص نجاح المبادرين الذين يمثلون الرعيل الأول، التي سوف تستلهم شبابنا رواد الأعمال والأجيال القادمة نحو العصامية وتحقيق الذات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي