ملف الاغتصاب!
يقولون إن الضحية هي التي تضع السكين في يد القاتل .. وكذلك في جرائم الاغتصاب فقد تكون الضحية هي التي تقول للمغتصب .. اغتصبني.
وهكذا كان حال المغتصبة القتيلة "س. ع" .. وكان حال المغتصب "ك. م". والحكاية أن الضحية "س. ع" التي كانت زوجة شابة مضى على زواجها بضعة أشهر .. وكان زوجها يخرج إلى عمله مبكراً للانتهاء من رصف طريق مهم .. وكانت تبقى وحدها تقوم بعمل المنزل .. ثم تغتسل وتستدعي البواب الشاب لشراء احتياجات المنزل.
كانت في الثانية والعشرين تتمتع بقوام متناسق .. وكانت سعيدة بجمالها، فكانت تشتري من الثياب ما يكشف جزءاً من مفاتنها ودون أن تدري أنها تضع السكين في يد الجزار فعلاً .. فقد كانت عينا "البواب" الشاب تتابعان الجسد الجميل في مختلف أوضاعه . وكالعادة طلبت منه أن يساعدها في تنظيف المنزل على أن تدفع له بضعة جنيهات آخر النهار .. ولم يكن "البواب" يعمل من أجل الجنيهات فقط .. ولكن ليكون قريباً من الزوجة الشابة الفاتنة.
وظن "البواب" بعد مرور الوقت أن الزوجة الشابة ميالة إليه بشكل أو بآخر .. فأخذ يلمس جسدها بطريقة عابرة بين حين وآخر .. وهكذا قام الشيطان بالمهمة .. فذات يوم تجرأ "البواب" على إمساك الزوجة من مكان حساس .. فأطلقت صرخة اضطر معها أن يكتم أنفاسها .. وفي لحظات كانت الزوجة الشابة تسقط على الأرض مختنقة .. وكان البواب الشاب يمارس رغبته البهيمية .. ولم يستغرق الأمر ساعات حتى قُبِضَ عليه وحُوكم .. وأُعدم شنقاً.
الاغتصاب جريمة وحشية يعانيها أكثر دول العالم مع تفاوت في عدد مرات الاغتصاب يومياً .. أو سنوياً .. وتعتبر "دلهي" عاصمة الاغتصاب في العالم .. ففيها تتم عملية اغتصاب كل 18 ساعة.
ومع الأسف كان الصمت على الظاهرة سبباً في تفاقمها .. ولكن جريمة اغتصاب أخيرة هزت المجتمع الهندي .. وارتفعت معها صيحات الاحتجاج .. لا على جريمة الاغتصاب وحدها، ولكن على الأوضاع السياسية والاقتصادية الخانقة .. إضافة إلى تجاهل الحكومات المتعاقبة لمطالب المواطنين .. وسرعان ما خرجت مئات الألوف في مظاهرات حاشدة اتجهت إلى القصر الرئاسي متجاهلة تحذيرات وزير الداخلية.
والاغتصاب ليس جريمة أمنية فقط .. إنها جريمة اجتماعية من الدرجة الأولى .. ثم هي جريمة أخلاقية ثالثة .. إنها جريمة مثلثة الأضلاع .. لهذا استحقت أن يطرحها الشعب الهندي كله، ليس وزارة الداخلية فقط.
لقد استشعر الهنود الخطر على بناتهم .. وعلى سمعتهم .. فكانت ثورتهم لمواجهة هذه الجريمة اللا إنسانية .. ولكن مع الأسف أن هذه الجريمة قد تُرتكب ولا يُعلن عنها خوفاً من الفضيحة.
لهذا يقرر الخبراء أن عدد المغتصَبات أضعاف الأعداد المُعْلَنة .. مع الأسف الشديد.