أحداث الأسبوع
في كتابتي الجمعة الماضي كنت أتحدث عن المفاجآت في محيطنا الرياضي خاصة في مسابقة كأس ولي العهد، ولكن مباريات دور الثمانية (ربع النهائي) لم يكن فيها أي مفاجأة، حيث تأهل النصر والفيصلي والرائد والهلال على حساب الأهلي والوحدة والقادسية والفتح على التوالي.
ولكن المفاجأة كانت في بعض ردود الأفعال على المباريات الأربع، فالأمير فهد بن خالد (صوت ومحامي ورئيس الأهلي) أبدى عدم رضاه على خطط وطريقة وتشكيلة وتغييرات وحلول المدرب التشيكي للنادي الأهلي كاريل جاروليم، الأمر الذي أدى إلى هبوط حاد في مستوى وترتيب الأهلي في الدوري، إضافة إلى الخروج من كأس ولي العهد، ولكن هذا كله ليس المفاجأة، بل هو تأخر الشعور (بتخبيص) المدرب إلى تلك اللحظة التي انتقد فيها الأمير فهد مدرب ناديه. فعلى الرغم من أفضلية النادي الأهلي شبه المطلقة في الموسم الماضي على أغلب عناصر اللعبة، ولكن كان هناك عدد من النقاط تدل على تأخر المدرب في ردة الفعل والتكتيك والتغيير وحتى اختيار العناصر، ولكن الفوز والمستوى الممتع الذي كان يقدمه الفريق غطى على العيوب التي ظهرت جلياً هذا الموسم.
المفاجأة الثانية هي خسارة الوحدة الثقيلة من الفيصلي بالثلاثة، وبالتأكيد هذا استمرار لتألق الفيصلي وعودته القوية في المباريات الأخيرة وحسن تعامل إدارته مع موقف الفريق وحتى المدرب، ولكن الوحدة التي أخرجت الاتفاق تكتفي حتى الآن بفوز وحيد في الموسم. الرائد يسير بثبات لدور الأربعة وكأنه يطالب المطوع بالبقاء والعدول عن قراره بترك رئاسة النادي.
المفاجأة غير المتوقعة هي الهجوم غير المبرر من البعض على الزميل العزيز جعفر الصليح معلق مباراة الفتح والهلال ابن المنطقة الشرقية الذي اتهمه البعض بمحاباة الهلال والتحيز معه على حساب الفتح، وكأن الفتح فريق غير سعودي وهو الذي لم يحصل في المباراة، فقد أعطى زميلنا جعفر المباراة حقها بكل اقتدار وحيادية، شيء غريب فالزميل جعفر الصليح في رأيي هو أفضل معلق ظهر في السعودية من غير أبناء لجنة المعلقين التي كان يترأسها الأستاذ زاهد قدسي (رحمه الله) وسط عدم توفيق إلى حد ما في إخراج معلقين منذ تلك الفترة وانكباب أغلب المتواجدين على تقليد أعمى للمعلقين الزملاء الخليجيين حتى في نبرة الصوت والأسلوب وطريقة التباكي والتعبير حتى أصبح العديد من معلقينا عبارة عن نسخة مقلدة من أصل غير جيد في بعض الأحيان، وبالطبع لا أنسى الزملاء من المغرب العربي الذين اعتبر تقليدهم من قبل بعض المعلقين السعوديين كارثة حقيقية في اللغة والثقافة وحتى النطق.
المفاجأة أيضاً كانت فوز الأستاذ القدير أحمد عيد الحربي برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، لأنني كنت أتوقع فوز الأستاذ خالد المعمر لعدد من الاعتبارات الانتخابية التي كانت تدار بقوة في معسكر المعمر الانتخابي ولكن انتصرت الخبرة الكبيرة والتواجد القوي دولياً والتجربة الناجحة للرجل المميز والطيب أحمد عيد، مبروك من الأعماق وأتمنى أن يفاجئني دائما سعادة رئيس اتحاد كرة القدم السعودي بالأعمال والإنجازات.
مفاجأة على الصعيد الأوروبي قام بها الرجل المميز البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث أبعد العملاق الكبير وقائد المنتخب الإسباني آيكر كاسياس عن التشكيلة الأساسية لريال مدريد ليخسر الفريق أمام ملقه ويبتعد أكثر عن غريمة المتصدر برشلونة، والسبب كما قال فنياً ولكن خلف الستار هناك من يقول إن مورينيو يعتبر كاسياس هو الجاسوس الذي ينقل أخبار الفريق الداخلية للصحافة تابع مورينيو تر العجب والمفاجآت.
المفاجأة الأخيرة هي فاجعة للوسطين الرياضي والإعلامي حيث انتقل إلى رحمة الله نائب وزير الإعلام الأمير تركي بن سلطان الذي يكفي أنه أعاد الهيبة والوطنية لدورينا بعد أن تكالب عليه عدد من القنوات غير السعودية وأظهرت جوانب غير حقيقية فيه نحن أحق بها ونعرفها ونعرف كيفية التعامل الإعلامي معها.
رحل - رحمه الله - وهو صاحب فضل على الكثير من الرياضيين والإعلاميين وأنا واحد منهم، رحل بعد أن رحلت والدته قبل قرابة السنتين ووالده الأمير المحبوب سلطان بن عبد العزيز (يرحمه الله) قبل قرابة عام ونصف لنفقده هو الآن ونخسر رمزاً من رموزنا الإعلامية والرياضية الكبيرة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.