الاقتصاديون.. مَن بعدهم؟
من المستغرب استمرار ووجود مَن يناقش ويجادل في مكانة الرياضة وتأثيرها على المستويين الداخلي والخارجي، ويظل رهين فكرة أو معتقد معين لا يريد عنه تبديلا تجاهها وتجاه منافعها، فمتى ندرك أنها أصبحت حضارة ورقيا، ونسلم بقدرتها وقوتها على خلق شعور وسمعة لا يقدمها لك أي مجال آخر ولا تجدها في سواه.
يفسر هذا تكالب الدول وحرصها على احتضان واحتواء المقار الرئيسة للاتحادات الرياضية وكسب ود القائمين عليها وترك الباب مفتوحا من أجل إقامة جسور العلاقة قائمة يعززها تعزيز المنافع المتبادلة بين الطرفين.
في فترة مضت كانت الفرق الثقافية والمعارض المتنقلة ترافق وفود الرياضة السعودية أين ما ذهبت فأعطت صورة مميزة وقدراً من المعرفة عن البلاد وثقافته لمن قدر له رؤية تلك المعارض وحضور فعاليتها. أقول ذلك والحسرة تنبع من كل ما يقع عليه البصر ويملأ السمع من تهميش للرياضة وعزلها عن الجانبين ''الشعبي والحضاري'' لدينا، فتركت على هامش التأثير لمنسوبيها يدورون في فلكها ويتعاملون معها وكأنها حجر محجور فلم نر للرياضة دوراً في جمع أبناء المدينة الواحدة ولم نلمس جهداً في ''غرس القيم وتفعيلها'' فلا النجوم لعبوا وقاموا بهذا الدور، ولا الأندية أدت دورها المأمول منها، وإن كانت قامت مشكورة من خلال البعض منها بتفاعل ونشاط ملموس مع ذوي الاحتياجات الخاصة وبعض الجمعيات الخيرية وهو جهد مشكور بلاشك ولكن تبقى الخطوة الأهم في هذا الجانب ألا وهي الاندماج مع المجتمع بكل فئاته فمتى سمعنا أسبوعاً ثقافياً أقيم في أحد الأندية أو أمسية شعرية وزعت رقاع الدعوة لها كنا نسمع عن دور ثقافي في السابق أكثر مما هو عليه الآن، فلماذا هذه العزلة؟ ولماذا أقمنا حجاباً حاجزاً وسوراً مانعاً بين أهل الرأي والفكر والمناشط الرياضية؟، فالضرورة الحتمية لاحتواء الشباب وغرس القيم فيهم الذهاب إليهم في أماكنهم التي يعشقونها وإرسال المؤثرات لعقولهم من خلال الرموز التي يثقون بها، وبغير ذلك ستظل الرياضة بلا هدف أو منهج، وبالتالي يضعف بناؤها ويصيبه الوهن، فمتى نتدارك ذلك ونفتح الباب للجميع بعد أن وجد رجال الاقتصاد فيها مرادهم وبغيتهم وأصبحت مصدر كسب ونماء لتجارتهم يرتقون في سلمها يوماً بعد يوم درجات فوق درجات.
متفرقات
من ظلم الجماهير: في مباراة النصر والرائد لم يحسن مسؤول الشركة المسوقة للتذاكر عباراته وأخذ يردد أن الشركة سمحت للجماهير بالدخول مع أنه كان بمقدورها إغلاق الأبواب! أي منطق أعوج وأسلوب فظ تتكلم به يا هذا؟ تحرم الجماهير من تذاكرها وتحضر بطابعة واحدة والمصيبة أنها تتعطل دون إيجاد البديل في استخفاف تام بهم ومن ثم تتعالى عليهم بمثل هذه المفردات، بكل تأكيد ''خلا لك الجو فبيضي واصفري''.
الهلاليون يد واحده: تدارك الهلاليون وضع ناديهم سريعاً وهذا دأبهم متى أحسوا أن الخطر يحيط به أو قريباً منه، فالاجتماع الذي تم الأسبوع المنصرم آثاره ستكون بادية وظاهرة في القريب العاجل.
حامد البلوي مرحبا: رجل هادئ الطبع له كاريزما خاصة تحبه جماهير العميد ويبادلها الشعور ذاته، ولكن ما وراء حضوره دلالات لمن خلفه ولمن كلفه وإن بقي شخصه خارج إطار الصورة.
الخاتمة
المؤمن كالورقة الخضراء لا يسقط مهما هبت العواصف.