إعادة التسعير بين الدواء والرابطة

أعلنت هيئة الغذاء والدواء قبل قرابة العامين رغبتها في تحديث بيانات جميع المستحضرات المسجلة في المملكة العربية السعودية والتي تزيد على 6200 مستحضر وذلك لبناء قاعدة بيانات جديدة ومحدثة لكل المستحضرات لتتمكن الهيئة من رقابة هذه المستحضرات وحصرها وإدارة جميع الأمور المتعلقة بها.
أتبع ذلك قرار الهيئة بإعادة تسجيل أو تجديد تسجيل جميع المستحضرات في المملكة العربية السعودية وهو ما يتطلب في عدد من المستحضرات إعادة التسعير (وهو ما يرتبط عادة بتخفيض سعر المستحضر).
والحكاية واضحة وصريحة في موضوع الدواء لأن سعر المستحضرات المسجلة من فترة طويلة والذي خرج من الحماية العالمية، وحصرية التسويق عادة ما تكون في نزول مستمر لتوافر البدائل العلاجية أيضا.
ولن أتعمق أكثر في شرح عمل القطاع الدوائي في المملكة العربية السعودية لوجود مفردات كثيرة تتعلق بالدواء فقط ومن الصعب شرحها في مقال واحد، ولكنني هنا أعود لنقطة مهمة جدا وهي مجال الربط بين الهيئة والرابطة كما في العنوان وهو إعادة التسعير.
فرابطة دوري المحترفين تحتاج إلى قرار مماثل للقرار الذي اتخذته هيئة الغذاء والدواء بإعادة التسعير والفرق هنا هو أن إعادة التسعير في هيئة الغداء والدواء عادة ما يكون التخفيض لمصلحة المريض. بينما في رابطة دوري المحترفين في من الممكن أن تكون تخفيض كما هو مطلوب في أسعار التذاكر مثلاً ولكن في الأغلب هو ارتفاع في الأسعار خاصة الحقوق (التلفزيونية والرعاية للأندية والإعلانات وغيرها) والحديث الأهم هو عقود اللاعبين التي ترتفع بدرجة يجدها البعض بأنها مزعجة وغير منطقية.
وللنظر لبعض النقاط المشتركة بين الدواء واللاعب فاللاعب له عمر افتراضي عادة لا يتخطى 15 إلى 18 سنة من عمر المرحلة المتوسطة إلى بداية الثلاثينات مثل الدواء تماماً حيث إنه عادة ما يتمتع عالمياً بفترته حماية وحصرية تقارب 20 سنة إلى أن يبدأ السعر في النزول اللاعب لا يجد في حياته الرياضية التأمين الصحي المناسب ولا التأمين الاجتماعي الذي يضمن له تقاعد مريح له ولأسرته وبالرغم من ذلك تكون المطالبة بتوحيد وتخفيض العقود.
بالمناسبة هذا لا يحدث في الخارج فاللاعب في أوج عطائه تأتيه العروض بكل سخاء (دون زعل) إضافة إلى الحقوق المشتركة للنادي واللاعب التي يعرفها الجميع ويحميها القانون ويتابعها ''فيفا''.
حال اللاعبين القدامى الآن (في الأغلب) لا يسر عدو ولا حبيب وهذا بسبب عدم وجود قواعد احترافية في السابق لتسد حاجة اللاعب وأسرته من بعده وتفعيل صندوق اللاعبين الذي تم الإعلان عنه في الأسبوع الماضي من الرئيس العام لرعاية الشباب يعتبر خطوة بل قفزه كبيرة في الطريق الصحيح.
لذلك ارتفاع العقود ظاهرة طبيعية مع ارتفاع الحقوق والعمل الرياضي التجاري المربح لكل من أبدع فيه وتواجد بقوه وأثبت نفسه وتظل الأمور الأُخرى المتعلقة بعقلية اللاعب مشكلة في العالم أجمع وليس فقط محلياً بل من المفترض لأمور دينية أن يكون اللاعب السعودي أكثر التزاماً وتحفظاً.

خاطرة أخيرة
قرعة دوري أبطال آسيا للمجموعات جاءت متوازنة لفرقنا الأربعة, أتمنى أن تكون الصدارة من نصيب الفرق السعودية حتى لا يكون هناك خارج من الدور الثاني (دور الستة عشر).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي