"الاقتصادية" .. وجائزة أفضل بيئة عمل

منذ سبع سنوات وجريدة "الاقتصادية" لديها عرس سنوي، تحتفي فيه بالشركات الوطنية التي حازت امتياز أفضل بيئة عمل .. حددتها "الاقتصادية" بـ 100 شركة تمنح لها جوائز تقديرية بناء على ترشيح لها، خاضع لمعايير موضوعية حيادية تراعي مقومات وعناصر البيئة المثلى للعمل، ويقوم على المهمة أساتذة أجلاء بنزاهة صرفة.
يوم أمس – الإثنين – كان حفل توزيع الجوائز على 100 شركة استحقت جائزة أفضل بيئة عمل .. المناسبة، لم تكن فقط لتقدير الشركات الفائزة فحسب، وإنما لتقدير قيمة العمل ودوره والمستوى الذي ينبغي أن يكون عليه، أي أن الهدف الأساسي من هذا التقليد السنوي الذي اعتمدته "الاقتصادية" هو إشاعة ثقافة العمل المنتج في بلادنا، من خلال تسليط الضوء على نماذج تحققه الفعلي، وهي الشركات التي استحقت هذه الجائزة كتقدير معنوي لها على ترجمتها العملية لثقافة العمل بالإنتاج، الذي ما كان له أن يكون لولا بيئة عمل مواتية وكفؤة.
من المؤكد أن بيئة العمل المميزة لا تعني شكلانية ديكورية مبهرجة أو نشاطاً هشاً، وإنما منظومة من عناصر الإنتاج تتقدمها القوى العاملة المالكة للمعرفة والمهارة وبنية فنية تلبي إنجاز النوعية المطلوبة من السلع أو الخدمات في بنية مؤسسية بصيرة بإدارتها وأهدافها ومهامها والمعايير الموضوعية والعلمية التي تحيط بعناصر الإنتاج سواء البشرية أو الفنية، ومدى قدرتها على تحقيق الكفاءة الاقتصادية القصوى، والمنافسة في مخرجاتها بوعي حاد بأهمية الزمن والإبداعات الذاتية والاستعداد الدائم للتغيير والتطوير، ومواكبة حداثة التقنية وطرق الإنتاج والمستجد من الآليات والموارد، ومعها كذلك الاستعداد الدائم للمبادرة والاستشراف لكل ما يعزز ذلك.
الشركات الوطنية التي استحقت هذا العام جائزة أفضل بيئة عمل، وفيها شركات ثابرت على هذا الاستحقاق في هذا العام كما في غيره من الأعوام، أو تلك التي حالفها الحظ آنذاك لكنها لم تحز جائزة هذا العام، كلها نماذج بدلالة مكثفة على أن ثقافة العمل في قطاعنا الخاص باتت هاجساً راسخاً في أذهان هذا القطاع، تتنافس كل شركة على أن تكون نموذجاً حياً لها، إيماناً منها بأن هذه الثقافة هي الضامن لاستثمار جدواه الاقتصادية، تتعاظم بالربح المادي وتكفل لها في الوقت نفسه شخصيتها الاعتبارية بسمعة ومكانة مميزتين تلعبان في النهاية لصالحها اقتصادياً على المستوى الوطني، وربما الإقليمي أو أبعد.
من ناحية أخرى، جائزة "الاقتصادية" لأفضل بيئة عمل إسهام إعلامي ثقافي في فعاليات التنمية في مجال الأعمال، تتطلع من خلاله "الاقتصادية" إلى أن تكون بيئة الأعمال في منشآت بلادنا نوعية، لا يصدر عنها من خدمات أو سلع سوى ما يتمتع بكفاءة اقتصادية عالية، يملك ميزة نسبية تنافسية تؤهله للصمود في مضمار السباق بما يحقق لها وللوطن القوة الاقتصادية المطردة .. وهو المسار الذي نأمل دائماً أن نمضي عليه من تقدم إلى آخر .. مباركين للشركات التي فازت هذا العام بالجائزة .. متمنين أن تكون هذه المائة شركة آلافا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي