القفزة المنتظرة

في يناير المقبل، يسمح القانون وبنود العقود بين شركة الاتصالات السعودية، وأندية: الاتحاد، الأهلي، النصر، الشباب، بالتفاوض مع شركات أخرى، أو الشركة نفسها لرعاية الأندية الأربعة أعلاه.
وبما أن رابطة دوري المحترفين، حققت قفزة هائلة في تعاقداتها، وصل إلى ضعف العقد السابق مع "زين"، في اتفاقها مع شركة عبد اللطيف جميل المحدودة، راعي الدوري السعودي الجديد، فإن إدارات الأندية الأربعة مطالبة أمام جماهيرها بتوخي الدقة في مفاوضاتها المقبلة، واقتناص رقم كبير يحاكي المرحلة ويحترم الشعبية والإنجازات والحضور الإعلامي لها.
.. في تجربة رابطة المحترفين مع شركة صلة للتسويق، وجه جميل، وآخر أقل جمالا، الأول تمثل في نجاح الشركة التسويقية الأقوى في الساحة الرياضية، في اجتذاب مستثمر جديد إلى سوق الرياضة تمثل في شركة السيارات العملاقة، بعد أن كان السوق مقتصرا على شركات الاتصالات فقط، وهو نجاح تستحق عليه الشكر والعرفان والامتنان حاضرا ومستقبلا، أما الوجه الآخر، فهو النسبة العالية التي تقتصها الشركة التسويقية من العقد، إذ تحصّل وحدها ما يتجاوز نسبة الرابطة والاتحاد السعودي، وأربعة أندية أخرى مجتمعة.
.. لنترك الوجه الدميم للقضية، فلا أظنه يعجب المسؤولين في الرابطة، والدليل تقليص نسبة صلة من 40 في المائة في العقود السابقة إلى 25 في المائة في العقد القادم، لنتركه ونتجه إلى الجميل فالجمال معشوق الجميع، الجميل أن الرابطة والاتحاد السعودي أعطوا الخبز لخبازه ووفروا الوقت والجهد وآمنوا بالتخصص، حين منحوا صلة حق التسويق، فنجحت في جر رجل عميل جديد إلى السوق الاستثمارية في الرياضة.
وربطا بما سبق، فإني أدعو إدارات الأندية إلى التوقيع أولا مع شركات تسويقية، تروج لها أمام الشركات الكبرى، وفي ذلك فوائد جمة لا تغيب عن لُب فطين، أهمها أن هذه الشركات المتخصصة تستطيع اجتذاب مستثمرين جدد ذوي نشاطات مختلفة، وقادرة أيضا على توفير الوقت والجهد على الأندية، إضافة إلى أن قدرات الأندية في التفاوض والتعاقد في مجالات الاستثمار لا تزال تفتقد للتخصص، وليس لديها عبد الله بن مساعد كما لدى الهلال، مع الاحترام للقدرات العقارية والمالية التي تضمها بعض الإدارات.
.. لا أعرف "صلة" عن قرب، ولا أعرف أين تقع مكاتبها ومركزها الرئيس، ولا حقيقة الاتهامات التي تطالها، والشائعات التي تدور حول مالكها الحقيقي، ولا توفر لي معرفتي الاقتصادية قدرة في الحكم على أن ما قدمته يعتبر تفوقا في مضمار التسويق مقارنة بمثيلاتها الأُخر أم لا، لكني كرياضي ممتن لها على نجاحها في إقناع عملاق اقتصادي مثل عبد اللطيف جميل في الدخول إلى الرياضة ما يعني أن منافسيه في وكالات السيارات سيأتون خلفه ويبحثون عن منافسته، كما حدث في سوق الاتصالات.
العقد المقبل لأندية النصر والاتحاد والأهلي والشباب، يحتاج إلى ترو وبحث عميق، فالسوق بالعقد الجديد للدوري، سيرتفع، والترقب على أشده أيضا انتظارا للكشف عن القيمة المالية للناقل التلفزيوني الجديد للدوري السعودي، وإذا ما نجحت الأندية في إبرام اتفاقات مماثلة لما فعلته رابطة المحترفين، فإن مجالس أعضاء شرف الأندية مدعوة إلى اختيار رؤساء بملكات إدارية وقدرات عقلية، بعد أن يتوفر المال من ثلاثة منابع، عقد الدوري، عقد النادي، حقوق النقل، وعندها سيغيب البحث عن رئيس ثري كما هو الحال الآن، ومن جمع الحسنين المال والعقل، فأنعم وأكرم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي