الظهور الرسمي في شبكات التواصل الاجتماعي
المتابع في حال بعض القطاعات سواء عامة أم خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي كـ ''تويتر'' و''فيسبوك''، يجد هناك فريقين، مؤيدا ومعارضا، فمنهم من أسس بالفعل حسابا للشخص المسؤول الذي على رأس الهرم أو حسابا للمنشأة للتواصل مع الجمهور الخارجي بشكل مباشر وبدون وسيط. أما الفريق الآخر أخذ مأخذ (باب يجيب الريح... سده واستريح) وعارض المبدأ، بل شدد على موظفيه فإن وُجد مستخدم يحمل اسمه أو اسم المنشأة فعليه نفيه والتصريح بعدم ملكيته لهذا الحساب من خلال وسائل الإعلام الرسمية. لا شك أن عدم وجود آلية للظهور الإعلامي تشكل عائقاً أمام المسؤولين وصناع القرار لعدد من القطاعات والأفراد في المنشآت الحكومية للظهور الإعلامي في شبكات التواصل الاجتماعي والتواصل المباشر، ولا سيما تلك التي لها علاقة بالمواطن مباشرة وتهم معظمنا كالتعليم والصحة على سبيل المثال.
بطبيعة الحال في عصر السرعة والتطور المعلوماتي والتكنولوجي في الشبكة العنكبوتية قد تكثر الشائعات والغوغاء تجاه المنشأة التي لم يعد دور الناطق الإعلامي، أو ما يسمى بالمتحدث الرسمي ذا فاعلية كبيرة، إذا لم يتم ظهوره من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في حال الحدث سواء لتصحيح المعلومة أو إيضاح الحقيقة. إن حضور بعض القطاعات قي شبكات التواصل الاجتماعية لم يعد كافياً، بل يفترض تحديث الصفحة الموجودة في الشبكة بشكل دوري والتجاوب والتواصل مع مرتاديها إن تطلب الأمر، وإلا فلا جدوى من وجودها، لذا يجب أن يؤهل الناطق الإعلامي ليكون الواجهة والوسيط بين المنشأة والمجتمع. إن من المفترض أن يكون الناطق الإعلامي ملماً بالدور الذي يقوم به ويجيد انتقاء الألفاظ ويتحلى باللباقة ويجيد اختيار المفردات التي يستخدمها للتواصل مع الجمهور بكل شفافية ووضوح.
حيث يتطلب على الناطق الإعلامي أن يوازن بين حضوره في الإعلام التقليدي والإعلام الجديد من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ليكون متزامناً مع الحدث. حيث يفترض على الناطق الإعلامي أن يكون حيادياً أكثر ويتجنب التلميع للمنشأة وتغطية العيوب التي قد تكون واضحة للعيان. إن وجود منشأة تحمل أكثر من آلاف الموظفين ويخصص لها ناطق إعلامي واحد ليغطي جميع الأخبار ويصرح ويرد لم يعد كافيا، خصوصاً في الوقت الذي تكثر فيه مصادر المعلومات والأقاويل، لذا يفترض تخصيص ممثل للإعلام التقليدي وممثل للإعلام الجديد ليعملوا على خطوط متوازية لتغطية الأخبار والتجاوب مع المجتمع بشكل مباشر وسريع.
خلاصة القول إن الدور الأساسي الذي يقوم به الناطق الإعلامي يعد منصباً في توصيل رسالة المنشأة التي يعمل بها والتوازن في ظهوره من خلال شبكات التواصل الاجتماعي يعد ميزة نسبية لأي قطاع يتطلع للعمل بشكل مؤسسي ويوضح الدور الذي تقوم به المنشأة.