استشاري عاطل !

مازال ملف البطالة الأخضر مليء بالسير الذاتية ، وإلى الآن لم تفلح وزارة الخدمة المدنية أو وزارة الصحة أو وزارة العمل ببرامجها التي تمتلك اسماء متناغمة الحروف امثال برنامج إعانة الباحثين عن عمل ( حافز ) الذي صدمنا بإحصائياته التي نشرتها صحيفة عكاظ قبل عدة أشهر في تقليص عدد العاطلين في المملكة.
لم أتوقع وجود خريجي درجة الدكتوراة و الزمالة الطبية و البالغ عددهم 46 مستفيد من برنامج حافز ولا أعلم هل أزداد العدد أم بقي على ماهو عليه ، و لكن بعد حديثي مع الإستشاري الدكتور فاضل اليعقوب تيقنت بوجود أشخاص أخرين يحملون درجات علمية مميزة و لكن شمس البطالة تحرق اجسادهم شيئاً فشيئاً .
اثناء تواجدي في حساب " توظيف السعودية " على تويتر تحدثت مع احد المتابعين و هو الدكتور فاضل اليعقوب الحاصل على الزمالة الطبية في الأمراض السرطانية بإستخدام الـدي أن أي من قرابة سنة كاملة من ولاية أوهايو بالولايات المتحدة ، لم تكمن معاناة الدكتور فاضل و زملاءه من مختلف التخصصات هي عدم توفر فرص عمل بالقطاع الحكومي فحسب ، بل امتدت إلى تأخير وتعطيل مصالحهم بسبب اصدار بطاقات التصنيف الطبي من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية .
مالفت نظري اثناء الحديث معه هو ان الأجانب بإمكانهم توقيع العقود في بلدانهم دون الحاجة إلى إصدار بطاقة تصنيف مسبقاً و يتولى هذا الأمر قطاع الموارد البشرية بالمستشفى المعني ، و لكن الطبيب السعودي ليس بإمكانه توقيع أي عقد بدون بطاقة تصنيف و هذا ما أخر الدكتور فاضل إلى أكثر من 5 أشهر لتوقيع عقد مع قطاع خاص ، فهنا الفرق بين السعودي و الأجنبي !
للأسف هناك أيدي خفية تساهم في رفع اعداد العاطلين في المملكة و عدم اعطاء الفرصة إلى الكفاءات السعودية لإثبات أنفسهم من خلال تعطيل مصالحهم مثل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ، برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي ساهم في تخريج كفاءات سعودية جداً مميزة و بحاجة إلى فرصة لإثبات أنفسهم ، و لانريد عروض من دول خارجية للإستفادة من كفاءاتنا الوطنية امثال الإستشاري السعودي الذي غادر إلى مملكة المغرب لعدم توفر فرصة عمل تساهم في بناء الوطن .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي