ويل من شرور قادمة !!

عندما قررت اكتب موضوعاً بمناسبة اليوم الوطني إخترت موضوعاً هاماً يشغل المجتمعات دوماً واجزم انه يشغل بل ويؤرق خادم الحرمين مما حدابه لتأسيس هيئة لمكافحة الفساد وهي اهم وأبرز عشرات الإنجازات ويحضى بإهتمامه ومتابعته حفظه الله لمكافحة وإجتثاث هذا الداء الذي ينخر بكل مفاصل الحياة بدء من الفرد ومرورا بالأسرة وكل مرافق ومؤسسات الدول.

اخترت أكتب عن الفساد لهذه الأسباب ولإننى خلال الأسبوع الماضي كتبت ستة تعليقات في نفس السياق لا تقل طولا ومحتوى عن كلمة إفتتاحية الصحيفة وأمتدادا لست تغريدات بموقع وزير التجارة عن بعض ممارسات فساد بعض التجار بنفس السياق واعترف بصعوبته وتشعبه وسأعتمد في معظم مادة المقال على نقل اقوال أحسن القائلين قول الله تعالى وقول رسوله "صلى الله عليه وسلم" والتي لا يعلوهما قول والفساد رغم بدئه منذ خلق الله الأنسان إلا أنه بعصورالبشريه المتأخرة تنوع وتشعب وتعدد مثل : الفساد الديني والأخلاقي والأداري والمالي والتجاري والسياسي والدولى ويتفرع من الفساد انواع وفروع أخرى فالفساد الديني يتفرع منه فساد مذهبي وطائفي والقتل والفساد الإداري والسياسي يولدان فساد البطانه وخيانة الأمانة والخيانة العظمى والفساد المالي يولد أنواع الرشوة وتزوير الحقائق مشاريع وهمية سرقات ممتلكات الدولة وبيت المال وإفتعال حرائق لطمس آثار الفساد والجريمة ..الخ.

يبدولي والله ورسوله اعلم ان الفساد ابتداء بدء منذ خلق الله آدم وأخبر الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة فسألوا الله باستغراب بقولهم (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) البقره آية 30. وهذه اشد أنواع الفساد وفي موقع آخرقال الله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (41) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين (42) الروم.

وقال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَاالإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا"الآية 72 سورة الأحزاب. وقال تعالى (وَقَالُوا رَبَّنَاإِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا،رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)الآيتين ٦٧ و ٦٨ الأحزاب.

ومن تفسير إبن كثير"من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة وجاء في الحديث الذي رواه أبو داوود "لحد يقام في الأرض أحب إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحا" لأن الحدود إذا أقيمت انكف الناس - أو أكثرهم أو كثير منهم عن ممارسة المحرمات وإذا ارتكبت المعاصي كان سببا في محاق البركات من السماء والأرض وإذا نزل عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان فحكم بذه الشريعة المطهرة في ذلك الوقت من قتل الخنزير وكسر الصليب وترك الجزية فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف فإذا أهلك الله في زمانه الدجال وأتباعه ويأجوج ومأجوج قيل للأرض أخرجي بركاتك فيأكل من الرمانة الفئام من الناس ويستظلون بقحفها ويكفي لبن اللقحة الجماعة من الناس وما ذاك إلا ببركة تنفيذ شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلما أقيم العدل كثرت البركات والخير وهذا ثابت في الصحيح. وقال احمد بن حنبل قوله (ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) أي يبتليهم بنقص الأموال والأنفس والثمرات اختبار آمنه ومجازاة على صنيعهم (لعلهم يرجعون) أي عن المعاصي كما قال تعالى (وبلونا هم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) الأعراف : 161.

عن أبي سعيد الخدري قال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم. وقد روى معناه وخرجه مسلم من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.

وروى سالم المرادي عن عمرو بن هرم عن جابربن زيدعن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سيصيب أمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لا ينجو منه إلارجل عرف دين الله بلسانه ويده وقلبه فذلك الذي سبقت له السوابق ورجل عرف دين الله فصدق به وللأول عليه سابقة ورجل عرف دين الله فسكت فإن رأى من يعمل بخير أحبه عليه وإن رأى من يعمل بباطل أبغضه عليه فذلك الذي ينجو وحديث أبي هارون العبدي عن مولى لعمرعن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : توشك هذه الأمة أن تهلك إلا ثلاثة نفر رجل أنكر بيده وبلسانه وبقلبه فإن جبن بيده فبلسانه وقلبه فإن جبن بلسانه وبيده فبقلبه.

وخرج أيضا من رواية الأوزاعي عن عمير بن هاني عن علي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : سيكون بعدي فتن لا يستطيع المؤمن فيها أن يغير بيدو لا بلسان قلت يا رسول الله وكيف ذاك ؟ قال : ينكرونه بقلوبهم قلت يا رسول الله وهل ينقص ذلك إيمانهم شيئا قال : لا إلا كما ينقص القطر من الصفاوهذا الإسناد منقطع. وخرج الطبراني معناه من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد ضعيف.

فدلت هذه الأحاديث كلها على وجوب إنكار المنكر بحسب القدرة عليه وأما إنكاره بالقلب لا بدمنه فمن لم ينكر قلبه المنكر دل على ذهاب الإيمان من قلبه. وقد روى عن أبي جحيفة قال قال علي : إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم الجهاد بألسنتكم ثم الجهاد بقلوبكم فمن لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر نكس فجعل أعلاه أسفله.

وسمع ابن مسعود رجلا يقول : هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر فقال ابن مسعود هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر يشير إلى أن معرفة المعروف والمنكر بالقلب فرض لا يسقط عن أحد فمن لم يعرفه هلك (والشوآهد من القرآن والسنّه كثيرهأكتفي بما قل ودل والله أعلم).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي