«الابن العدواني».. يصنعه أبوه
هناك أخطاء شائعة في تربية الأبناء يقع فيها الأهل عن جهل أحياناً وعن عمد وإصرار أحياناً أخرى.. ولهذه الممارسات الخاطئة آثار سلبية على الأبناء قد تؤدي إلى اضطرابات سلوكية تلازمهم مدى الحياة.. هذا ما يؤكده أخصائي الأمراض النفسية، ومن أهمها استخدام القوة والتي عادة ما تتمثل في التهديد والحرمان أو العقاب البدني كأساس في التعامل، الأمر الذي يترتب عليه "خلق شخصية عدوانية تتخذ من الخروج على قواعد السلوك السليم وسيلة للتنفيس والتعويض عمّا تعرّضت له من قسوة".
كما أن القسوة الشديدة من جانب الأهل تنمي لدى الأطفال صفة الكذب تجنباً لأي عقاب.. وتجعلهم غير قادرين أو على أقل تقدير مترددين في اتخاذ قرارات في المواقف التي يتعرضون لها.. أما الخطأ الأكبر فهو مقارنة الطفل بغيره من الأطفال سواء إخوته أو أقاربه أو حتى أصدقائه أو معايرته بتصرفاته الخاطئة أمام الغير أو فرضهم الأوامر على الطفل دون محاولة إقناعه بها وهو ما يؤدي إلى شعوره بالعدوانية والمهانة، ويحذر المتخصصون النفسيون من الحماية الزائدة لأبنائهم وعدم تحميلهم المسؤولية بمعنى القيام بالواجبات والمسؤوليات بدلا من الطفل، حيث إن حرمان الطفل من التصرف في أموره الخاصة يؤدي إلى عجزه وعدم تحمله مسؤوليته كفرد في المستقبل، وكذلك مواجهة الصعاب والمواقف الاجتماعية، كما أن الحماية المفرطة لها نتائجها الخطيرة على سلوك الطفل أيضا، حيث تؤدي إلى عدم الثقة بالنفس والفشل في المواقف الاجتماعية لدى الطفل، كما تؤدي إلى انعزاله حتى داخل الأسرة.
والأهم من ذلك هو عدم الاتفاق على أسلوب تربوي موحد بين الوالدين وعدم استقرارهما على استخدام أسلوب الثواب والعقاب مع الأبناء.. الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطراب في تكوينهم الشخصي والنفسي.. ويجعلهم أشخاصاً متقلبين مزدوجي الشخصية، والأخطر التفرقة بين البنين والبنات في المعاملة وفي الثواب والعقاب مع عدم مراعاة الفروق الفردية عند التعامل مع الطفل وأيضا عدم التدرج في التعامل معه مما يؤدي إلى تنشئة شخصية أنانية حاقدة متمردة.
التربية عملية بناء طويلة صعبة وشاقة للوصول بالأبناء إلى بر الأمان.. فالعنف يبدأ من المنزل، كذلك الأزمات النفسية.