رسول العزة ... صلى عليك الله ...!

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متواضعا تواضعا جما وهو امر معروف عنه والاثار الدالة على تواضعه – صلى الله عليه وسلم – معروفة وكثيرة وتحدث بها الكثيرون ونقل عنها العديدون ..!!

و كان من خلقه – أيضا – العزة...!!
فبعد أن تكلمنا عن تواضعه صلى الله عليه و سلم لابد أن نتكلم عن عزته ليتم التوازن بين الأمرين و ليس كما يظن البعض أن التواضع و خفض الجناح معناه قبول الضيم و الرضا بالذل و امتهان النفس و قد قيل " طوبى لمن تواضع فى غير منقصة "
و قد جمع الله فيه بين

الخلقين و هو يصف القوم الذين يحبهم و يحبونه أنهم "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "
فلا تعارض أبدا بين اعتزاز المرء بدينه و استعلائه به و بين التواضع للمؤمنين و ينبغى للمؤمن أن يزن بين الخلقين فيتواضع فى موطن التواضع و يتعزز فى مواطن العزة
و قد كانت حياته صلى الله عليه و سلم أنموذجا فريدا لذلك التوازن بين التواضع و العزة
فكان بالحق يصدع لا يخاف فيه لومة لائم و لم يذل يوما لكافر أو يرضخ لطاغوت أو يسكت عن ظالم..!!
حينما حاول عتبة بن ربيعة إغراءه بمتاع من الدنيا و عرضها الزائل ما كان منه إلا أن استعلى بدينه و كتاب ربه تاليا عليه آيات منه تقطر عزة جعلته يجثو على الركب ينشده الله و الرحم بعد ما زلزلت آيات مطلع فصلت كيانه خاصة عند قوله الذى يفيض عزة "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ * إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ "
و لما ظن أبوسفيان رضى الله عنه يوم أحد أن ملة الكفر قد علت و أن دين الله قد انكسر - و كان ذلك قبل اسلامه - فنادى اعل هبل و لنا العزى و لا عزى لكم صاح النبى بعزة المسلم الذى لا يقبل ان يهان دينه : ألا تجيبوه قالوا و بم نجيب قال : قولوا الله أعلى و أجل و ثنى ب الله مولانا و لا مولى لكم
و لما حاول أعرابى قتله و رفع السيف قائلا من يمنعك منى فقال رسول الله كلمة أسقطت عزتها السيف من يد الأعرابى قال " الله "
و القارىء لرسائله صلى الله عليه و سلم لملوك الفرس و الروم يدرك مدى هذه العزة التى تنضح بها كل كلمة من تلكم الرسائل
فإلى هرقل كتب " أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثمك و إثم الأريسيين "
و إلى كسرى كتب " فإنى رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا و يحق القول على الكافرين فإن تسلم تسلم و إن أبيت فإنما عليك إثم المجوس "
و غيرها من الرسائل إلى المقوقس و النجاشى و غيرهما
تلكم الرسائل التى تتعلم منها الأجيال عزة قد باتت مفتقدة عند كثير منهم. قد أبهرتهم أضواء المشرق و المغرب الزائفة ، و انكسرت أمام زخرفه نفوسهم ، و خضعت لزينته رقابهم..!!
صلى الله و سلم على من علم الدنيا العزة و قال فيه مولاه " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ"
أسأل الله أن يعز الإسلام و المسلمين و ان نتعلم العزة من أخلاق الحبيب صلوات ربى و سلامه عليه..!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي