التسويق الشبكي .. بدون إزعاج!

التسويق الشبكي أو ما يسمى بالهرمي، يمارس من بعض الشركات ويهدف إلى تحويل عملاء الشركة إلى موزعين معتمدين بعمولات قد تكون مغرية، انتشر بكثرة في أسواقنا أخيرا. ويعتبر هذا النوع من التسويق استدراجا مزعجا بالدرجة الأولى لعامة الناس ناهيك عن شرعيته وضرره بالمجتمع. حيث تسعى شركات التسويق الشبكي للاتصال المتكرر والمزعج بالعميل المحتمل، والقيام بتسويق عضويات سنوية لاتساع دائرة الموزعين المعتمدين بعمولات وهامش ربح محدد عند استقطاب موزعين جدد، وكلما اتسعت دائرة الشبكة ارتفعت العمولة للموزع الذي يقع على رأس الهرم.
بطبيعة الحال هذا النوع من التسويق هو دمج بين البيع المباشر والتسويق، ويفتقد غالبا الثقة بين المستهلك والموزع، حيث لا يعتبر تسويقا بمضمونه الشامل ولا يتضمن كثيرا من الأساسيات التي تحكم العلاقة بين المسوق والعميل، فعلى سبيل المثال التسويق يهتم بخدمات ما بعد البيع وخدمات العملاء في العملية التسويقية ومراحل البيع، بينما التسويق الشبكي لا يوفر خدمات ما بعد البيع للعميل دون أحقية استرجاع أو ضمانات زمنية موثقة. إضافة إلى ذلك، فإن التسويق الشبكي يتجه للبيع المباشر من خلال الشبكة العنكبوتية أو الاتصالات الهاتفية المزعجة التي تقوم على إيهام العميل بالعمولات التي سيحصل عليها عندما يشترك في عضويتهم موزعون معتمدون بهامش ربح متفق عليه مسبقا وعمولة تراكمية، كلما زاد في استقطاب موزعين جدد يسوقون لمنتجاتهم؛ فهنا غاب العميل الذي هو أساس العملية التسويقية.
ومن المؤسف أن المسوقين الشبكيين لهذه الشركات لا يعرفون تفاصيل المنتج الذي يقومون بتسويقه ومن ثم بيعه، وذلك ناتج من عدم وجوده في حوزتهم وتوافره في الحال عند الطلب، حيث أتذكر أن شركة أعشاب وأدوية أمريكية تتبع سياسة التسويق الشبكي وتقوم بتوفير عضويات لموزعين معتمدين ولا تثقف موزعيها بطريقة الاستعمال الصحيحة والأضرار الجانبية للمنتج التي قد تضر بصحة الإنسان نتيجة للبيع المباشر دون إرشادات للاستخدام. كانت الشركة تجتمع بهم بين الحين والآخر في الفنادق لتدريبهم على كيفية البيع واستقطاب العملاء وتقوم بتشويقهم بعرض تجارب الموزعين القدماء في كيفية تسويق منتجاتهم، وتجاربهم في استقطاب العملاء والموزعين ابتداء من الأقارب والأصدقاء.
ويتكاثر التسويق الشبكي في المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل مزعج جدا، نظرا لسهولة الحصول على شبكة معلومات أكثر وإيصال الإعلانات أو الرسالة التسويقية لأكبر عدد ممكن باستخدام أساليب وآليات التجارة الإلكترونية. مع الأسف - وجود ممارسات غير أخلاقية طغت على هذه العلمية التسويقية كالتي تقوم على شراء قواعد بيانات اتصال عشوائية لعملاء جدد متوقع دخولهم في الشبكة التوزيعية وإزعاجهم والتغرير بهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي