التسويق الموسمي للأسر المنتجة

تلعب الأسر المنتجة دورا مهما في مختلف اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية، ويرتكز عمل هذه الأسر في المواسم لفترات مؤقتة من دون شروط أو قيود، وما يميز الأسر المنتجة سهولة الدخول والخروج من السوق باستقلالية ومرونة عالية، نظراً لقلة تكاليفها التشغيلية التي تحتاج إليها للبدء بمشروع يدر عليها دخلاً إضافيا يحولها من أسرة معتمدة على الإعالة إلى أسرة منتجة ذات قيمة مضافة للمجتمع. ومن المتعارف عليه أن لكل سلعة في السوق مواسم، بما يخضع لقانون العرض والطلب في مختلف الأنشطة التجارية. وتعتبر الأسر المنتجة جزءا من النسيج الاجتماعي الذي يتطلب الدعم والمساندة والتشجيع بما يلبي استدامة المشاريع المتناهية الصغر للأسر المنتجة وتفعيل دورها في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا في الوقت الحاضر.
وتعتمد أنشطة هذه الأسر على منتجات حرفية، سواء كانت نقوشا أو تحفا وكماليات، إضافة الى الأكلات الشعبية والحلويات ومواد التجميل. وتعتبر هذه الأسر محركا اقتصاديا داعما للسياحة في أغلبية دول العالم، وترتكز أنشطتها على الأماكن الموقتة ''البازارات'' والمعارض الموسمية، فهي في الأغلب مشاريع رشيقة للتنقل جغرافياً قادرة على التكيف حسب الحاجة والطلب. لذلك المهرجانات والفعاليات هي المنفذ الرئيس لوجود هذه الأسر في السوق لترويج منتجاتها بشكل موسمي ومؤقت.
حيث تعاني أغلبية الأسر صعوبة في التسويق الموسمي لمنتجاتهم وتحدياً في الاستدامة لقلة وضعف الخبرة وعدم وجود مرجعية واضحة توفر الدعم اللوجستي من ناحية ومنافسة العمالة الوافدة من ناحية آخرى. وتكمن أهمية المشاريع الريادية لهذه الأسر في توفير فرص توظيف دائمة ومؤقتة تساعد على تخفيف البطالة على المدى الطويل إذا حصلت على الدعم اللوجستي والمعنوي. وتشير الدراسات إلى أن مشاريع الأسر المنتجة أحد المصادر الرئيسة لخلق وظائف جديدة، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال تشكل 60 في المائة من المشاريع الصغيرة يعملون من داخل منازلهم.
ويبرز التحدي الذي يواجه هذه الأسر، خصوصاً في المواسم، وهو صعوبة الترويج لمنتجاتهم باستخدام طرق جديدة كالتسويق الإلكتروني من خلال شبكات التواصل الاجتماعي لإيصالها لأكبر شريحة ممكنة، وفي المقابل لا تزال هناك محاولات اجتهادية لترويج منتجاتهم من خلال الأصدقاء والأقارب والجيران التي لا تخرج عن المحيط المجاور لهذه الأسر، لذلك هي محكومة جغرافيا. إننا في حاجة إلى ضمان استدامة هذه الأسر بتسهيل الإجراءات والتراخيص اللازمة من الجهات ذات العلاقة للعمل من خلال المنزل وإيجاد الفرص والسعي لتحويل هذه الأسر إلى محرك فاعل للاقتصاد الوطني بما يرفع مستوى دخل هذه الأسر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي