أثر تحسين البيئة الداخلية في التطوير
تعتبر البيئة الداخلية للمنظمة حجر الزاوية للفرد في تطويره الذاتي واكتسابه الخبرات المتراكمة وصقل مهاراته لمواكبة المستجدات في الحقل الذي تعمل به المنظمة. ويعتبر الفرد الأصل الثابت للمنظمة ذات المنتج الخدمي أو الإنتاجي والذي لا يمكن الاستغناء عنه بتقنيات أو أدوات تكنولوجية، حيث يمثل نشاط المنظمات إما خدمة غير محسوسة أو منتجا محسوسا يستفيد منه المجتمع سواء أفرادا أو قطاع أعمال، حيث تعرف البيئة الداخلية في مجموعة القيم التي يحملها الفرد تجاه منظمته أو القطاع الذي يعمل به من خلال المواقف والإجراءات والتجارب التي يمر بها في مساره المهني وتشكل جزءا من أخلاقياته. وتمثل البيئة الداخلية الأساس في التطوير التنظمي والذي يعتبر خطة طويلة المدى لتحسين العمليات والإجراءات نحو التغيير والتطوير للأفضل.
وتكمن أهمية البيئة الداخلية للمنظمة في تأهيل وتطوير الفرد داخل المنظمة لحل المشاكل والتحديات التي تمر بها وتجديد عملياتها بما يواكب المستجدات وذلك غالبا يحتاج إلى إحداث تغيير شامل في الإجراءات وهندستها بما يحسن المناخ الداخلي للمنظمة ويضمن تسريع الإجراءات وتجنب التكرار والنمطية والتي سرعان ما تنفر الفرد من عمله ما سيؤثر على المنظمة ككل. لذلك يركز التطوير التنظيمي في توفير بيئة داخلية داعمة للأفراد في تحسين الإجراءات بصورة مخطط لها وذلك بالقيام بالمهام المطلوبة بشكل فاعل ومؤسسي.
يساعد التطوير التنظيمي في التكيف مع الظروف الداخلية والخارجية التي تواجه المنظمة والتي تحتاج إلى التهيؤ للتغيرات بالبيئة المحيطة والتكيف معها. بطبيعة الحال الظروف الخارجية يصعب التحكم بها مقارنة بالظروف الداخلية والتي بدورها تساعد الأفراد على التغيير من خلال تشخيص الوضع الراهن للمنظمة ووضع الأهداف والاستراتيجيات ورسم خارطة الطريق المستقبلية للمؤسسة والتحقق من مؤشراتها دورياً.
المنظمات عادة تمر بمراحل وصراعات لتحسين البيئة الداخلية بين مستويات الإدارة الثلاثة والتي تتطلب المرور وتشخيص قياس الفرق بين الأداء الفعلي والأداء المتوقع باستخدام تحليل الفجوة Gap analysis، والذي سيسلط الضوء على مكامن الخلل بالمنظمة بقياس الاختلافات بين الأداء الواقع والمأمول. وتستفيد المنظمات من هذا التشخيص بقياس الفروقات بين أفرادها في الأداء والمهنية فهناك من يرغب في إنجاز المهمة ثم الانتقال إلى الأخرى والبعض الآخر ينجز المهام المتعددة في الوقت الواحد وفي نفس الجودة ووقت التنفيذ. حيث يؤثر التطوير التنظيمي في الأداء وذلك بخلق بيئة تعليمية محفزة للتعلم ونقل المعلومات والخبرات التي ستحسن من بيئة الداخلية للمنظمة وتقلل من الدوران الوظيفي والشعور بالإحباط للفرد لعدم تعلمه المستمر داخل المنظمة وعدم تحفيزه ماديا أو معنوياً.
خبير التسويق والإدارة الاستراتيجية