السياحة الداخلية .. فرص وتحديات
لا شك أن الأزمات التي تشهدها بعض البلدان العربية في الوقت الراهن مع اقتراب موسم الصيف يستيقظ البعض منا للتفكير في السفر للسياحة والاستجمام. مما يجعلنا نتأمل قليلاً في السياحة الداخلية وما مدى جدوى السياحة للمواطن على وجه الخصوص وللوطن على وجه العموم. قد لا نغفل وجود فرص كبيرة لبعض القطاعات كالسياحة والنقل والتجارة للمساهمة في تطوير البنية التحتية السياحية في أرجاء مملكتنا الحبيبة، حيث يعتبر من أبجديات التخطيط لأي منظمة أو دولة أن هناك تحليلا رباعيا مشتملاً على الفرص والتحديات التي يمكن أن تواجه المنظمات مستقبلاً وهي بطبيعة الحال قد تكون خارجة عن السيطرة ومن عوامل البيئة الخارجية التي أحياناً لا يمكن الاستشعار بها.
لا أعتقد أننا نفتقر للمقومات التي تجعلنا من رواد السياحة في الخليج العربي لما تحتويه المملكة من آثار ومتاحف وأسواق تجارية وفعاليات ومعارض... إلخ، ولكن لا بد من وضع معايير أولاً عن مستوى الفنادق والشقق وخدمات النقل ونظافة المرافق العامة ورحابة الطرق والخدمات المساندة كمحطات الوقود والمطاعم وأماكن الترفيه. إضافة إلى أننا نفتقر إلى وضع معايير للفنادق والشقق المفروشة لأنني لا أعتقد أن هناك تصنيفا عالميا واضحا ودقيقا يحدد أحقية الفندق في الحصول على عدد النجمات الممنوحة ويتم تقييمه دورياً وقد نستشعر الأسعار الباهظة في المواسم لبعض من الفنادق والشقق عندما تقارن السعر في جودة الخدمات ونوعية الغرف في المناطق السياحية مع نظائرها في دول الخليج لكي نقارن بمنطقية أكثر.
في المقابل، قد نتفق على نمو السياحة الدينية لدينا وحجم الطلب عليها، حيث لا يختلف عليه اثنان، ولكن تفاوت الأسعار في المواسم وتأخر السائح في الحجوزات للرحلات الداخلية قد يرفعان الأسعار بشكل مبالغ فيه مما ينفر السائح وهذا ليس محكوما عليه. ومن الأسباب في ارتفاع الأسعار في السياحة الداخلية عدم الترتيب المسبق وضعف الإقبال على الحجوزات الإلكترونية من خلال الإنترنت للفنادق والطيران في الرحلات الداخلية مقارنة بالحجوزات الخارجية. وقد أشارت الأرقام إلى أن معدل إنفاق السعوديين في الخارج يقدر بنحو 45 مليار ريال بينما يقابله الإنفاق في السياحة الداخلية بنحو 13.2 مليار ريال بمعدلات نمو طفيفة لا تذكر.
مما يلخص ضعف مساهمة السياحية الداخلية في الدخل القومي، أننا في هذا الجانب لا يمكن أن نحمّل هيئة أو وزارة أو القطاع الخاص المسؤولية بمعزلها إذا لم يتم توحيد الجهود في نشر ثقافة السياحة الداخلية ودعم المعلومات السياحية وتوفير وسائل النقل المناسبة وتوعية المجتمع بالمحافظة على المرافق العامة ولا ننسى دور شراكة القطاع الخاص في تعزيز دور السياحة الداخلية والعقلانية في وضع الأسعار كالمطاعم والمقاهي والأسواق التجارية والمشاركة في توفير العروض من خصومات وإعلانات وجوائز كأغلبية الدول السياحية المجاورة.