الطاقة المتجددة خيار استراتيجي يولد 28 ألف وظيفة (2 من 2)

كما ذكرت في المقال السابق، وحسب إشارة الكثير من وسائل الإعلام، أن ألمانيا بلد الصناعة ستوقف آخر مفاعل نووي عندها في 2020، فإنها تنتج نصف إنتاج العالم تقريباً من الطاقة المتجددة باستخدام الطاقة الشمسية، وفي دراسة نشرت عام 2009 أفادت بأن إنتاج العالم من الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية يصل إلى 22 ألف ميجا واط، وتنتج ألمانيا وحدها ما يقارب تسعة آلاف ميجا واط من هذه الطاقة، بينما وصل إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية في أمريكا إلى 1653 ميجا واط. ومن المؤمل أن يشهد سوق خلايا الطاقة الشمسية انتعاشاً لافتاً للنظر، وتطوراً سريعاً على مستوى العالم تحت مسمى تكلفة أقل، وبمقارنة سريعة مع مفاعلات الطاقة النووية في أمريكا والموجودة في الخدمة منذ وقت طويل، فإنها تنتج في الغالب بين 1100 إلى 1200 ميجا واط، ومع التغير السريع الذي يحدث في عالم صناعة الطاقة، والتحول من نظام محطات التوليد المركزية إلى وحدات صغيرة على المنازل، فهذا يعد ترتيباً جديداً لخارطة إنتاج وصناعة الطاقة الكهربائية على المستوى العالمي، فأين نحن منه؟
أصبح خيار التوجه نحو إنتاج الطاقة المتجددة بواسطة المفاعلات النووية والطاقة الشمسية محسوماً في ضوء نجاح العديد من التجارب العالمية ولا سيما تجربة North Carolina، إحدى الولايات الأمريكية، فهي إضافة إلى الميزات العديدة التي تتصف بها ولا سيما مراعاة معايير الأمان، سجلت انخفاضا لافتاً في القيمة الإجمالية بتسجيل 12 ـــ 14 سنتاً لتوليد الكيلو واط الواحد.
وفي ضوء هذه المؤشرات، نستطيع تسجيل مزايا عدة من خلال النظر في زوايا أخرى تخص هذا المفهوم الجديد، ونركز على ما توفره من الفرص الوظيفية والتصنيع، حيث فتح خيار اللجوء إلى توليد الطاقة المتجددة عبر الطاقة الشمسية أبوابا واسعة من فرص العمل بمقياس لافت بلغ 1 ــ 3 أشخاص بالقياس إلى الفرص التي وفرتها الطاقة النووية وبالقيمة الإجمالية للاستثمار الكلي نفسه.
ويتوقع مركز North Carolina للمعلومات أنه بحلول عام 2030 سيولد قطاع الطاقة الشمسية 28 ألف وظيفة ذات مستوى عال، بالقياس إلى عدد ستة آلاف وظيفة في عام 2007 تم توفيرها في نورث ويند بقطاع الطاقة الشمسية؛ ما يسهم في دفع عجلة هذا المجال إلى الأمام، بناء على ما تقوم به الحكومة الفدرالية الأمريكية من خصم 30 في المائة من الضرائب لمن يقوم بتركيب نظام الطاقة الشمسية، ويتوقعون أن هذا التحفيز سيسهم في إيجاد 440 ألف وظيفة جديدة على مستوى الولايات المتحدة حسب ما ورد في 2008 Navigant، ويدعم القطاع الخاص القطاع الحكومي في عملية الاستثمار بنحو 325 مليار دولار، ويضع هذا حزمة من الأسئلة منها: هل يستطيع قطاع المفاعلات النووية توليد هذه الكمية من الطاقة، وتوفير فرص العمل بهذا القدر دون مخاطر؟ ومن أين سيتم توفير التقنيات اللازمة لذلك؟ ولا أعتقد أن أبناءنا لديهم مثل هذه الخبرات، ولو لجأنا لها فهذا يعني أننا سنخلق وظائف لغير أبنائنا.
إن قطاع المفاعلات النووية في أمريكا يجبر على التأمين على دافعي الضرائب من أخطار الكوارث الطبيعية التي قد يتسبب بها المفاعل النووي، حيث وصلت قيمة التأمين إلى 11 مليار دولار، وحسب تقديرات الحكومة الفدرالية إن تكلفة أسوأ كارثة ممكن أن تحدث منه 500 مليار دولار، وقد طلب قسم الطاقة في الولايات المتحدة (عام2011) 1.8 مليار دولار كميزانية للمفاعلات النووية، وجعل 44 في المائة منها نفقات تصرف على الأبحاث والتطوير، ومع أنه يقل عن مبلغ العام الماضي إلا أنه مرتفع نوعاً ما على صناعة قديمة لتشغيلها أو الحصول على الكفاءة المطلوبة. العالم أجمع وخاصة الدول الكبرى تتجه إلى إنتاج الطاقة المتجددة عوضاً عن الطاقة الحالية من النفط والغاز، وقد وضعت هذا الأمر في خططها التنموية مثل ولاية هاواي الأمريكية، التي يتوقع لها أن تنتج 30 في المائة من الطاقة المتجددة في 2030، وولاية كاليفورنيا 33 في المائة، وماذا عنا نحن الذين ننعم بطاقة شمسية لا نظير لها؟ متى ستكون الطاقة الشمسية ضمن الخطط التنموية؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي