ربيع «إعلامنا» الرياضي
في بدايتي الإعلامية منذ أكثر من ستة أعوام كنت أسمع من إعلاميين كثيرا من الكلام ''المختلف'' كليا عن كتاباتهم، حتى أخذني الفضول إلى سؤال أحدهم عن تفسير هذا الوضع المزدوج من أشخاص كنت أتابع بشغف كل حروفهم ''قبل'' أن يكونوا في سماء الفضاء وتنكشف ''أقنعتهم''، فكانت إجابته كالصاعقة على وزن ''اللي تكسب به ألعب به''، حتى إني حاولت استنطاقه بأكثر وضوحا، فقال لي: إن عالم الشهرة والجماهيرية داخل محيط الوسط الرياضي مغرٍ جدًا وهو سلاح قد يكون ذا حدين إن لم تستطع توظيفه بالطريقة المناسبة، قد تخطئ ''الدرب الصحيح'' وهو أن تكون ذا رأي مؤثر ويشار إليك من بعيد وقريب ومن الكبير وحتى أصغر مشجع، حتى إنه حاول توصيل مفهوم الإثارة لي بطريقته، وهو أن تطرح مواضيع تجعل المتلقين يختلفون حول ما كنت تقصده، ولم يخفِ سراً حين صرح بأن هذا هو ما يسعى ويبحث عنه في كل أوقاته!
للأسف إن هذه ''العقلية'' عند بعض الإعلاميين هي الأكثر انتشار والأكثر متابعة بل والأكثر ''طلبا''، حتى إن بعضهم يملك خدمة ''SMS'' للتواصل مع الجماهير، في نهاية المطاف تكون كل آرائه مغلفة بتعصب ''بغيض''، وتتركز على اللعب على مشاعرهم ''غير'' المنطقية، وبسببهم تحولت ''كورتنا'' إلى خارج الملعب، حتى إن أحدهم أصبح ''يدخل'' إلى الاستوديو وهو يعتقد نفسه أنه الأول والأفهم والأشهر و''المنتظر''، حتى تحول إلى عدم تقبل الاختلاف في الرأي، ويتكلم وكأنه ''فوق'' والآخرون هم تحت مكانته التي قام بتشييدها من تلقاء خياله ''الفارغ''!
حتى نتابع رياضتنا بتمتع كما ينبغي، يجب في البداية أن نرسل كل من ''يضرها'' ويشوه جمالها إلى خارج محيطها، ونقوم باسترجاع ''عقولنا'' منهم، فقد كنا نفكر بطريقتهم ونتحدث بآرائهم ونتناقش بأسلوبهم، حتى إننا نختلف مع الآخرين بطريقتهم، والنتيجة كانت حالة كراهية تصل أحيانا إلى القطيعة، والمتسبب في كل ذلك إعلاميون يلعبون على ''وتر'' الجماهير ويخرجون من كل ''المصائب'' التي تسببوا فيها بقولهم في النهاية ''استروا ما واجهتوا'' وكأنهم يجلسون في ''استراحاتهم'' ومع أصدقائهم، وتجاهلوا أن دور الإعلام أكبر بكثير من عقولهم، فهو يتسبب في رفع ''دول'' وخسف ''أخرى'' وهناك من لا يزال يعتقد أنه ''للتسلية''!
خاتمة
أفضل وسيلة لكي تحقق أحلامك، هي أن تستيقظ من النوم.