قوانين لا يحكمها قانون!
لنبحر في قوانين وتشريعات وأحكام في منتهى الغرابة والطرافة، نتيجة اختلاف ثقافات الأمم ومعارفهم، ففي مدينة هاي وايكومب في إنجلترا هناك تشريع يجرى سنوياً منذ قرون ولا يزال، يقضي بأن يقوم حاكم المدينة وزوجته ومساعده وسكرتيره وأعضاء المجلس البلدي في بداية أيار (مايو) من كل عام بوزن أنفسهم في الساحة العامة ليرى الناس هل زادت أوزانهم على حساب الشعب! ولكن السؤال هل يكفي هذا التشريع اليوم للدلالة على الفساد؟! وقد ألغي هذا الإجراء في عهد كروموبل في القرن الـ 17 ثم أعيد في القرن الـ 19.
وفي أمريكا يمنع تقديم القهوة للأطفال في مطاعم مدينة (لين).. ليت هذا النظام يطبق لدينا فقد أصبح شرب القهوة موضة أكثر منه حاجة لدى صغار السن بالذات.
أما في ولاية نبراسكا يُمنع المزينون من أكل البصل من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً! وهذا القانون منطقي جداً، خصوصاً أنهم لصيقون جداً بالزبون على أن يُضاف إليها المزينات ويمنع الثوم أيضاً.. وفي فرنسا حكم بالإعدام على العالم الشهير (لا فوازييه) عندما تسلّم المحامي جان بوا مارا القضاء انتقاماً منه لرفضه بحثاً في الكيمياء لهذا المحامي لأنه دون المستوى وتم إعدامه بالفعل سنة 1794 حتى إنه عندما طالب الناس بالعفو عنه صرح القاضي بأن الجمهورية ليست في حاجة إلى رجال علم.
وفي شباط (فبراير) سنة 1970 حكم على صاحب مكتبة سويسري بالغرامة والسجن؛ لأن الكتب التي يعرضها لزبائنه لم تكن إباحية كفاية كما تدّعيه الإعلانات التي قام بها صاحب المكتبة!
أما في إيرلندا فيمنع تناول الخمر أمام البقر! أعتقد أنهم يخافون يضحكون عليهم، ويجبر قانون البناء الألماني بعمل فتحة تطل على السماء في كل المكاتب المخصصة للعمل.. ماذا لو كان المكتب في الدور الأرضي في ناطحة سحاب أو حتى عمارة من خمسة طوابق؟!
وفي ميلانو تفرض غرامة على كل مَن يقبض عليه وهو غير مبتسم ما لم يكن في زيارة مريض أو ذاهب لحضور جنازة! هذا أكثر قانون نحن بحاجة إلى تطبيقه لننتزع البسمة من الوجوه.
ومن الغريب أن يحظر القانون في القرن الـ 16 في تركيا تناول القهوة ويعاقب مخالفو النظام بالإعدام! ربما لأن القهوة كانت تعتبر من المواد المنشطة والمحظورة وما يُهمنا أن هذا القانون قد يكون السبب في حصولنا على ألذ أنواع القهوة (القهوة التركي).
أما القانون الذي لم أجد له تفسيراً أو حلاً، كما يقولون والمعمول به في ولاية كونيكتكت الأمريكية، فهو قانون حظر إطلاق اسم مخلل على الخيار المكبوس إذا لم يرتد إليك مرة واحدة على الأقل عند سقوطه على الأرض، لأنه في حالة عدم ارتداده يطلق عليه (خيار بالخل) بدل خيار مخلل!
ورغم أن أغلب التشريعات تعتمد على حالة المجتمع واحتياجاته عبر الزمن إلا أن بعضها غير منطقي أو مبرر.