ارحموا من في الأرض .. يرحمكم من في السماء!

الرحمن .. الرحيم .. أول أسماء الله الحسنى المشتقة من الرحمة .. فالله سبحانه وتعالى اختار الرحمة عنوانا لسلطته وشعاراً لحكمه .. ألصق الاسم به سبحانه وتعالى.
ولكننا نرى حولنا كل يوم من يخالفون أبسط حقوق الرحمة مثلما نشرت ''عكاظ'' في 30/12/2011م عدد رقم 16561 وعلى 8 أعمدة وبالصفحة الأخيرة، وتحت عنوان .. الأمانة تجيز اعتلاء الخطر، 4 صور لعمال نظافة، وهم مكدسون فوق ''قلاب'' تابع لشركة النظافة المتعاقدة مع أمانة ''جدة''، وهذا القلاب، هو ما يستخدمه العمال الغلابة كواسطة نقل من مقر أعمالهم إلى مسكنهم أو العكس، أي أن هذه هي وسيلة النقل المعتمدة من قبل شركات نظافة تعمل متعاقدة مع أمانة مدينة ''جدة'' .. أين المرور، أين الشرطة، أين هيئات حقوق الإنسان، أين الدفاع المدني، أين أي صاحب ضمير من رأى بأم عينيه هذا المنظر سواء في الواقع أو على صفحات ''عكاظ'' .. أقول رأى تعريض حياة هؤلاء الغلابة للخطر وللموت، ولا يتدخل ولو بكلمة، لقد انتظرت من يوم نشر الموضوع حتى أمس لعل وعسى أسمع تدخل أحد المسؤولين لتصحيح الوضع أو حتى الوعد بالتصحيح والتحقيق، ولا نقول المحاسبة لأن من يرى هذه الصور، ولا يتحرك لفعل شيء أترك وصفه لك عزيزي القارئ .. ولكن بالله عليك كيف يسمح لشركة متعاقدة مع جهة حكومية بنقل عمالهم المساكين بهذه الصورة اللا إنسانية، حتى نقل الحيوانات يتم بواسطة آليات محددة وليست مطلقة، ويمنع منعاً باتاً تكدس الماشية عند نقلها بالسيارات الخاصة ''اللوري'' وليس ''القلابات'' .. وتحديد المساحات بين المواشي داخل واسطة النقل سواء باخرة أو سيارة أو قطار .. وعندنا عمال نظافة لشركة متعاقدة مع جهة حكومية يتم نقلهم بواسطة قلابات .. ويتم تكديسهم بلا ضوابط .. وعلى المكشوف وأمام الملأ ولا من حسيب .. والله حرام .. أين ''ساهر'' .. واضح أن ساهر يخصص لفرض غرامات على المواطن عندما يخالف، أما الشركات المتعاقدة مع الجهات الحكومية لا تعاقب، لا يجوز من قدموا لخدمتنا ونظافة مدينتنا .. معاملتهم بهذه القسوة!
أين العدل .. أين الرحمة .. أين الإنسانية .. وأين وزارة العمل .. ووزارة الشؤون الاجتماعية .. أيها الناس ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي