سقطت أكبر شبكة تهريب.. ولكن!
أعلنت وزارة داخلية المملكة القبض على أكبر شبكة تهريب للمخدرات في الأشهر الأربعة الأخيرة، فقد حاول 475 تاجرا ومهربا إدخال مخدرات، بلغت قيمتها ما يقرب من ملياري ريال. ومع الأسف كان من بينهم 204 سعوديين، بجوار 72 يمنيا و199 من جنسيات أخرى، وقد استوقفني عدد المقبوض عليهم، ونوعيات المواد المخدرة من حشيش وكوكايين وأقراص مخدرة، قيمتها هذا الرقم المفزع الذي يقترب من ملياري ريال، وبالتحديد 1.7 مليار ريال.
وأظن أن هذه أكبر عملية حققتها الوزارة، وإن كانت لا تتوقف عن التصدي لهذه الحرب القذرة، ومع هذا الجهد العظيم يظل هناك سؤال: هل هناك سوق محلي أو مشترون ـــ متعاطون ـــ لاستهلاك هذه الكميات الضخمة من المخدرات؟!
إن ذلك يطرح سؤالا آخر: هل هناك أرقام رسمية مؤكدة عن عدد المدمنين والمتعاطين للمخدرات في المملكة؟! إن الأسئلة تتوالى أمام هذه الجريمة البشعة، جريمة قتل شباب المملكة، فمثلا هناك دراسات وأبحاث موثقة تكشف عن مدى انتشار المخدرات في المملكة، فهل هناك خطة محددة للقضاء على هذه الآفة اللعينة؟! فالمعروف أنه بدون الأبحاث والدراسات لا يمكن الوصول إلى نتائج صحيحة للقضاء على مثل هذه العصابات، وكسب الحرب ضدها.. إننا أمام قضية شديدة الخطورة لأنها تتعلق بمستقبل هذا البلد الذي يتطور كل يوم.. والذي لن يبنيه سوى شبابه لأنه المقصود بهذه الحرب.
إن هذه القضية الخطيرة تكشف أننا بلد مستهدف.. ومثل هذه العمليات القذرة من الضروري أن تكون وراءها عصابات من خارج الحدود تريد أن تضرب المملكة في مقتل.. وحتى لا يتحقق لها ذلك، فمن المهم والضروري إجراء الدراسات والأبحاث العلمية حتى نضع أيدينا على مكمن الداء، وحتى نتوصل للعلاج وحماية شبابنا من هذه الحرب القذرة التي تريد أن تقضي على الأخضر واليابس في المملكة.
إنني أتساءل: أين دور الجمعيات الأهلية؟ وأين دور الجامعات ومؤسسات الأبحاث؟ إننا نتكلم عن مستقبل بلد.. وإذا لم نحم نحن المستقبل.. فمن الذي يحميه؟